ان من الاساسيات التي يُنظر لها عند الانسان هي الاخلاق والسلوك لانها تعكس تربيته ودينه ومعتقده واتباعه وعلى هذا الاساس يقيم وفي بعض الاحيان يتبع اذا كان يدعي القيادة.
ولهذا تجد ديننا الاسلامي يؤكد على الاخلاق عند الانسان والسلوك لانه يبين مدى احترام وهيبة الدين وكل هذا يتبين في شخصية الفرد. ومن هنا جاء الاسلام بالاخلاق والسلوك والسيرة الحسنة والمجادلة بالحسنى واللين في القول وكثير هي الايات التي تؤكد كلامنا لايسعني ذكرها جميعها في هذه السطور, ومنها مثلا قال العلي القدير (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم 4) وقال ايضاً (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [المعارج: 32] وقال ايضاً(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ) [الإسراء: 37] وقال ايضا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ ),والاحاديث النبوية كثير, قال الرسول الاكرم (صل اللهم عليه واله وسلم )( ((إنما بُعِثْتُ؛ لأُتَمِّمَ مَكارمَ الأخلاق).
بعد هذا تبين ان الانسان المؤمن بقضيته هو ليس ملك نفسه, فعليه ان يحسب حساب لكلامه وسلوكه واخلاقه لانه ستقيم تلك القضية او ذلك المعتقد او الدين على هذا الاساس الظاهري والناس تتعامل مع الانسان على الظاهر.
ولهذا عندما قيموا العالم الاسلام اليوم نظروا الى الدواعش واسلوبهم الارهابي على اساس انهم يمثلون الاسلام وفي الحقيقة ان الاسلام براء منهم وما ذكرنا من موجز اعلاه من اخلاق الاسلام تبين ذلك, فسلوكهم الارهابي هو عكس سلوك من يتبعونه من جذور خانت الاسلام وانتهكت حرماته واعتدت على اعراض صحابة رسول الله وهي الدولة الاموية بقيادة يزيد وواقعة الحرة تبين ذلك, ومنظرهم اليوم بما يسمى شيخ الاسلام ابن تيمية حيث ان الدواعش انتهجوا نفس المنهج وطبقوا فتاوى الرجل حتى وصلنا الى ما نحن عليه من ارهاب ودمار.
وعليه يجب على علماء الاسلام العاملين المؤمنين بقضيتهم ان ينتفضوا لعقيدتهم وفكرهم ويبينوا الاسلام الصحيح من الاسلام المدسوس و اظهار اخلاق الاسلام وسلوكياته التي امر الناس ان يتصفوا بها, من خلال رفع راية الاعتدال والمجادلة بالحسنى, وما يقوم به المرجع المحقق الصرخي من خلال البحث في التاريخ الاسلامي في محاضرات وبحوث عقائدية تحت عنوان (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) وبحث(وقفات مع .... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) واظهار تاريخ الفرق الاجرامية على طول العصور يجعلنا نتوسم خيرا بعلمائنا الاخرين ومن كل الطوائف ان يحذوا حذوه ليعيدوا للأسلام هيبته امام العالم وينتشلوا شبابنا من الضياع .
فلاح الخالدي