يحكى إن في زمن حكم الملك كافور الاخشيدى وهو حاكم من حكام الدولة الاخشيدية في مصر قد وقع زلزالا في عهده وقال المتنبي هذا البيت :
ما زلزلت مصر من كيدٌ أريد بها .... لكنها رقصت من عدلكم طرباً
وقد كان كافور وحسب ما يقال حاكماً عادلاً حتى إن في عهده لم يجد أصحاب الأموال من يقبل الزكاة منهم, وكافور هذا دخل مصراً وهو عبداً ليباع في سوق النخاسين، و بينما هو كذلك سأل رفيقاً له عن أمنيته، و هما في ذات الظرف و ذل الرق والعبودية فقال رفيقه: أتمنى أن أباع إلى طباخ لآكل ما شئت متى شئت، و هي بلا شك أمنية وضيعة و لكنها قد تكون موضوعية في نظر بعض قياساً بظرفه، أما كافور فقال: أما أنا فأتمنى أن أملك هذه البلاد.
تخيلوا ! عبداً في سوق النحاسين يتنافس الناس لشراء حريته وهو يتطلع لحكمهم ! و مرت السنون و بيع كافور لقائد في الجيش علمه أصول الجندية حتى ملكاً وأحد حكام الدولة الإخشيدية لينال ما تمنى حتى أنشد الناس شعراً في حكمه!!!...
فلو أجرينا مقارنة بسيطة مع كافور وحكام العراق اليوم لوجدنا الظروف التي مروا بها يتسكعون في مختلف البلدان يبحثون عن لقمة الخبز وقد جاءت بهم قوى الإحتلال وهم كالعبيد بل هم عبيد لتلك القوى الظالمة وكانت أفضل أمنية لديهم هي أن يصبحوا بمنصب قائم مقام لوحدة إدارية في مدينة عراقية !! لكن العمالة والتبعية والجشع والطمع والخسة والنذالة وبيع الضمير بحفنة من الدولارات جعلتهم يصلون للحكم فحكموا العراق حتى وصلنا إلى مرحلة أن تمنع السماء قطرها وتجدب التربة ويموت زرعها وراحت الأرض بين الحين والآخر تهتز وتتزلزل وسبب ذلك ليس لعدل حكموا به بل لفسادهم راحت تهتز بغداد ومدن العراق جميعاً ...
حتى قال احد حكماء هذا الزمان من العراقيين ((المكر السياسي في العراق فاق كل مكر في العالم ، وصل إلى مرحلة حتى عنوان القذارة والخسة تخجل و تستحي مما يفعله أهل السياسة في العراق )) فبسبب مكر هؤلاء الفاسدين وخداعهم حتى الطبيعة تغيرت في العراق فكثرت الزلازل والهزات الأرضية وشحت المياه في نهري دجلة والفرات وجفت الأهوار وانعدمت الأمطار وحتى فصل الشتاء أصبح كأحد أشهر فصل الصيف ..
ونحن نقول ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز { ... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... } الرعد11 فالحال من سيء إلى أسوأ ومن فتنة إلى أخرى ومن جوع إلى قحط مادام هؤلاء الفاسدون هم من يحكم ويتسلط على رقاب الناس ولا مهرب ولا منجى إلا بتغيرهم وقلعهم من جذورهم من خلال إختيار الأكفأ والأنسب ممن ولائه للعراق وشعب العراق خصوصاً وإن الإنتخابات قادمة وإلا فإن بغداد سوف تبقى تهتز من فساد الحكام حتى تميد بأهلها.
بقلم احمد الجارالله