كان وما يزال للمرأة الدور الكبير في تقدم عجلة المجتمع إلى الأمام لأنها تعلم علم اليقين أنها نصف المجتمع الثاني بعد الرجل وبدونها تكون الحياة أشبه بالجسد بلا روح و كالطعام بلا ملح نعم إنها المدرسة في فكرها و علمها و الام في دفئها و حلمها و حنانها و الحد الثاني من السيف الذي يحاب الإرهاب و الفكر التكفيري في حده الآخر ، المرأة قدمت الكثير من المواقف المشرفة و التي تستحق منا كل الفخر و الاعتزاز لتلك المواقف التي دونها التاريخ بأحرف من ذهب فكانت بحق شاهد عيان على الدروس القيمة و الشواهد التاريخية التي قدمتها المرأة في سراءها و ضراءها فهي جبل الصبر و مصدر الحياة الكريمة و منبع الصفاء الذي تنهل منه الأمم بأسرها وهذه دعوة لكل القيادات السياسية و الدينية بمختلف مذاهبها أن تعي حقيقة قول رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وهو يوجه دعوته المباركة للرفق بالقوارير ، للرفق بالمرأة كي تخسر الإنسانية تلك الجوهرة الثمينة فقال ( صلى الله عليه و آله و سلم ): ( رفقاً بالقوارير ) ولعلنا نجد السيدة الزهراء فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) مثالاً و أنموذجا صادقاً و مدرسة في العزة و الكرامة و الإباء لكل نساء العالمين و لكل مَنْ تريد تلك المعاني الأصيلة في جوهرها و ظاهرها ، فكم قدمت تلك السيدة الجليلة من المواقف و التضحيات التي دفعت بعجلة الإسلام إلى الأمام خاصة و أنها تربت بحجر النبوة و جامعة الإمامة فنهلت منهما ما يسعد دنياها و يجعلها في عليين الآخرة فكانت بحق عنوان الأخلاق الفاضلة و سيدة المواقف الحرجة فلا ننسى الحكمة العالية التي تتمتع بها و التي استخدمتها في حرق دارها و كيف حافظت على بيضة الإسلام و أفشلت كل المخططات الرامية إلى إثارة النعرات الجاهلية من جديد طمعاً بالكرسي و الجاه و التسلط على رقاب المسلمين فضلاً عن الحنكة و الصبر على بلاء الدنيا فما أعظمها في موقفها الحرج وهي ترى سلب حقها و غصب زوجها على ما لا يحمد عقباها فخرجت من صمتها تحاجج القوم بالأدلة الشرعية و القانونية و العقلية بحقها في فدك و التي جعلتها مقدمة لغاية أسمى كانت تهدف فيها إلى إعادة ترتيب أوراق البيت الإسلامي خاصة و أنه بدأ يخرج عن مساره الصحيح المرسوم وفق ما خططت له السماء ومما يؤكد لنا صحة فعل الزهراء ما تطرق إليه المحقق الأستاذ الصرخي الحسني وهو يستدل بموقف الخليفة أبي بكر( رضي الله عنه ) و عزمه على إرضاء السيدة فاطمة فيقول الأستاذ الصرخي : (( اذن يوجد أحاديث تدل بالملازمة على العدالة القصوى والعدالة العالية والعدالة الأكبر والعدالة الأعظم تدل على العصمة بالملازمة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يغضب إلا لله لا يغضب لباطل لا يغضب لمنكر لا يغضب لإنحراف فهذه تكشف لنا بأن غضب الزهراء (عليها السلام) يدل على صحة فعل الزهراء ، وصحة موقف الزهراء لأن غضب الزهراء كاشف عن غضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكاشف عن غضب الله ( سبحانه وتعالى ) و أضاف الصرخي مشيداً بموقف الخليفة الأول النابع من حكمته و حنكته العالية قائلاً : (( ويشهد لهذا موقف الخليفة الأول (رضوان الله عليه) ومحاولة الخليفة الأول للوصول إلى الزهراء (عليها السلام) و إرضاء الزهراء (عليها الصلاة والسلام )) . مقتبس من المحاضرة (8) ضمن سلسلة بحوث التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي في 12 / 8 / 2016
https://www.youtube.com/watch?v=x9JYqJkH17k
بقلم // احمد الخالدي