كثيراً ما نسمع من أرباب المنابر عبارة يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيماً و يقيناً أن هؤلاء المعممين هم من خريجي مدرسة السيستاني وتتلمذوا على يديه فأصبح جل كلامهم وما يصدر منهم من مواقف سلبية كانت أم ايجابية محسوبةً على هذه المرجعية وهذا ما لا ينكره عاقل ولكن حينما نستقرأ واقع هؤلاء الطلبة نجد المواقف التي تسيء للإسلام و للإنسانية معاً فلنأخذ مثلاً ما ارتكبه مناف الناجي معتمد السيستاني في مدينة العمارة من فضائح الزنا وكذلك آخرها فضيحة ابن محافظ النجف لؤي الياسري وعمله بتجارة المخدرات وبما أن هذا المحافظ قد كشر عن انيابه حينما صرح قائلاً ( سنستنجد بالمرجعية ) و فعلاً و بعد تدخل الأخير و انبطاح القضاء العراقي لأوامره فقد تم إطلاق سراح تاجر المخدرات ابن المحافظ بينما لم يتدخل السيستاني في قضية سجن شاب عراقي لعشر سنوات جراء سرقته قوطية حليب لسد جوع ابنه الصغير فبسبب الفساد و السرقات المالية التي أثرت سلباً على دفع راتب هذا الشاب كونه يعمل في البلدية حيث لم يستلم راتبه و لشهور طِوال فقد أضطر لارتكاب جريمة السرقة أفهكذا تور الإبل ؟ كيف يهتم السيستاني لمثل هذا الشاب ضحية السرقات المالية و غسيل الأموال وهو مَنْ باع العراق للمحتلين من أمريكا و غيرها بحفنة من الدولارات ؟ المهم فلو تصورنا أن السيستاني موجود في زمن الحسين ( عليه السلام ) و طلب منه الحسين نصرته فماذا نتوقع ؟ فهل سيلبي هذه الدعوة وهو يعلم أن فيها نصرة المظلوم و الدفاع عن حقوق المستضعفين من نازحين و أرامل و أيتام أم أنه سيقف على مسافة واحد من الساسة الفاسدين و المفسدين و الإمام الحسين ؟ ثم نسأل و نقول لو طلب الحسين ( و نقصد هنا بالحسين هو الشعب العراقي) من السيستاني أ ن يفتي بمحاربة الفساد و يجتث المفسدين و يعيد العراق إلى سابق عهده فهل يا ترى سيعتبر الخروج على الفاسدين و محاربة المفسدين خروجاً على الدين و المذهب ؟ ماذا سيكون موقفه يا ترى ؟ حتماً سيدعو العراقيين إلى دعم القوائم الكبيرة مثلما قدم لها الدعم الكامل في الانتخابات الماضية و المواقف الحرجة التي يتعرض لها هؤلاء الفاسدون و يوفر لها الغطاء و الأرضية المناسبة لبقائهم من خلال منحهم فرصة أخرى بحجة عدم شق عصا العراقيين و لضمان عدم انزلاق البلاد في متاهات الهاوية و أن هؤلاء الساسة هم ملائكة رحمة و لولاهم لما بقي منبر الحسين ( أي العراق ) وهم خير مَنْ يصلح لقيادة البلاد و لا جدوى من الحديث عن الفساد لانها مشكلة مستعصية و فيها دعوة لإثارة الطائفية و الحرب الأهلية التي ستستنزف ارواح و دماء و مقدرات العراقيين ، فمتى نراه يقف مع الحسين ( أي العراق المظلوم ) ؟ ومتى نراه للمظلوم عوناً و للظالم خصماً ؟ متى تجف دموع اليتامى و يسكن أنين و صرخات الثكالى ؟ أما آن الأوان فكفاكم وقوفاً على مسافة واحد من الظالم و المظلوم ؟
بقلم الكاتب سعيد العراقي