دعت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها إلى تسوية سلمية للأزمة في اليمن، مشيرة إلى أنه لا يوجد أمل في أن يحقق فيها أي طرف من الأطراف انتصارا على الآخر.
وتقول الافتتاحية، إن الأمل في التوصل إلى تسويات وتنازلات من خلال التفاوض تأثر؛ بسبب الانقسام بين الطرفين، ومقتل علي عبدالله صالح العام الماضي، بعدما حاول التخلي عن الحوثيين.
وتشير الصحيفة إلى أن من هم في عدن في جنوب البلاد، الذين لم يقبلوا أبدا بالوحدة، انقلبوا على الرئيس المستقبل عبد ربه منصور هادي، لافتة إلى أن السعودية دفعت ثمنا كبيرا للشجب الدولي لحملتها في اليمن.
وجاءت افتتاحية صحيفة "التايمز" في معرض حديثها عن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى لندن، المثيرة للجدل، مشيرة إلى أن "بريطانيا وقفت إلى جانبه، بصفتها مزودا رئيسيا للسلاح، إلا أنها تأثرت من خلال الاستخدام القاتل للسلاح البريطاني في اليمن".
وتفيد الصحيفة بأن "الحكومة البريطانية ستقدم دعما قويا للأمير في خططه للإصلاح الاقتصادي، ومعركته ضد الفساد، وجهوده لوقف التمييز ضد المرأة، لكن الأولوية الأهم هي دفعه لإنهاء الحرب".
وتجد الافتتاحية أنه "حتى تنجح الجهود فإنها يجب أن تأتي من المنطقة، فعُمان والكويت حاولتا الابتعاد عن المماحكات بين بقية دول الخليج الفارسي ، وتقيم بريطانيا علاقات مع الطرفين، وهناك منظور لمساعدتهما لتقترحا استراتيجية خروج للرياض، بشكل لا يظهر أنها هزمت".
وتبين الصحيفة أن "السعودية تحتاج للبدء في بناء وقف دائم لإطلاق النار، وفتح الموانئ للمساعدات الإنسانية الطارئة لتصل إلى المدنيين، الذين هم بحاجة لمساعدات ماسة، ويحتاج اليمن لسنوات ليتعافى من الحرب، لكن يجب أن تكون هناك بداية".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "اليمن كان يطلق عليه في زمن الرومان (اليمن السعيد)، إلا أنه اليوم من أفقر دول العالم العربي، وبعيدا عن النفط القليل الذي يملكه، فإنه لا يملك ما يصدره، ولا ماء، ولا بنية تحتية، وزاد عدد سكانه بشكل لم تعد تكفيهم الزراعة والتنمية، وهناك ملايين الشباب اليمنيين دون عمل، أما الجبال الوعرة فليس فيها إلا النزاعات القبلبة والخلايا التابعة لتنظيم القاعدة".