إن قلة الوعي، والموضوعية بالطرح والنقد البناء، وضعف الحنكة السياسية، من أهم الأمور، التي يفتقدها البسطاء، من عامة الشعب.
الإنتخابات القادمة ستكون مفصلية، بالنسبة للوضع العراقي، والبذرة التي يعمل على نموها، مجموعة من الشباب في تيار الحكمة، سوف تواجه تنافسا غير شريف، من بعض المتصيدين بالماء العكر .
إن إنبثاق تيار الحكمة الوطني، بعيدا عن المجلس الأعلى، كان بمثابة خروجهُ، من الدعوة السرية لوطنيته، إلى الدعوة العلنية لإنتمائه للعراق، رغم تأخر هذا الإعلان، إلا أن مؤسسي تيار الحكمة، كانوا يعملون بكل صمت وحرفية، لتقوية هذا البذرة، التي ستواجه عند إعلانها للدعوة العلنية، العديد من التسقيطات والهجمات غير الثقافية، لأن أغلب الفئات السياسية في العراق، لا تعرف سوى ثقافة التسقيط، لأنها سائدة ويروج لها بسهولة، عكس لغة التشخيص والتصحيح، المفقودة تماما في مجتمعنا.
كان في غابر الزمان، الغزو بين القبائل، من الأمور المعتادة عند العرب، ففي أحد الغزوات خرجت قبيلة لغزو قبيلة أخرى، وتركت النساء والأطفال فقط في منطقتها، صادف أن إحدى القبائل، جاءت في نفس اللحظة لغزو هذا المنطقة، فلم تجد سوى النساء والأطفال، فعاثوا فيها فسادا، وقبل أن يخرجوا منها، قام كل رجل بأغتصاب إحدى النساء، ماعدى إمرأه واحدة لم تغتصب، لأنها قطعت رأس من حاول التقرب منها،بعد أن ذهب الغزاة، بدأت باقي النساء بالنظر لهذه المرأة القوية، وإتفقوا على أن يقتلوها، لأنهم قالوا في ما بينهم، لو جاء رجالنا ورأوا ما حدث، سيلومونا لأننا لم ندافع عن أنفسنا مثلها، إذا يجب علينا قتلها.
حاليا تيار الحكمة، يملك نسيجا متقارب جداً في المبادئ والأفكار، ويمتلك بين أروقته كافة مكونات الشعب، من نساء ورجال، ويعمل على تمكينهم بكافة المستويات، سواء إعلاميا أو سياسيا أو تقافيا، لأنه يؤمن أن أساس كل بلد متطور هم الشباب، ولا فرق إن كان القادة رجال أم نساء، حيث نجد للمرأة دور كبير في تيار الحكمة، وتشترك في إدارة أغلب مفاصله، فالمرأة لها دور مهم في بناء البلدان حضارياً وفكرياً، ولكن سيعمل البعض من الجهلاء، على تسقيط هذا التيار، فعقليتهم الجاهلة لا تتخيل، أن يكون للمرأة دور مهم في قيادة المجتمع، رغم أنه بهذا كيانه وتمامه، كان للمرأة دور كبير فيه، سواء كزوجة أو أم أو أخت.
إذا من يؤمن بالوطنية، وينبذ الطائفية، ويمكن الشباب في كافة المجالات، ويهتم بالمرأة، يجب أن نعمل على تقويمه وليس تسقيطه، لكن الأهم هل نملك وعياً ثقافياً، لصد هذا التسقيط، الذي يواجهه تيار المستقبل؟ أم ستنحرف أصابعنا إنتخابيا خلف التسقيطات؟
محمد جواد الميالي