بــلمحة بسيطة من الأنسان العادي لعالم الواقع ومايجري فيه من فساد وأفساد وبؤس وحرمان ؛ ومن جهة أخرى ثراء الحكام ؛ يُشعرك بالغثيان والألم الشديد على حال معظم الشعوب في العالم التي كانت ومازالت تنام على دوي القتل من جهة والفقر والعوز من جهة اخرى ؛ ناهيكم عن تلك المفردة التي باتت معدومة في قاموس السياسيين والحكام خاصةً الا وهي الثقة ؛ ولعل المتمعن في تأريخ الأمم والشعوب يقر وبشدة أن سياسة الثقة مبنية على المكر والخداع والحيلة في عالم السياسة ويكاد يكون الغدر هو العلامة الفارقة للسلطة السياسية ..
البلاد الاسلامية ذات الطبيعة الساحرة والتي تخفي في أحشائها أسرار المال وأصحابة ؛ لطالما كانت ولازالت الملاذ الآمن ومصدر غنى الحكام والبقرة الحلوب التي تدر الكثير ..فالسياسات الظالمة لم تكتفي بظلمها السياسي وحسب بل تعداه لمختلف مناحي الحياة وخاصه نهب المال العام والخاص والذي يؤدي الى هلاك البشر والشجر والدولة ؛ والجميع يعلم أن بعض الحكام يجعلون من الحكم وسيلة لجمع المال العام وتكديسه سواء أكان ذلك داخل البلاد أو تهريبه إلى الخارج ؛ ولايهمها سوى تنفيذ ماجاءت له وتحقيق رغباتها حتى وان كان على جماجم الشعوب وأشلاء القتلى وكــأن البلاد مزرعة خاصة بهم يتصرفون بها مايحلو لهم ينهبون ويبددون المال العام ويسروقون المال الخاص وهم بهذا فقد سبقوا الاولين والاخرين وتركوا لأهوائهم وذويهم الحبل على الغارب في جمع المال ووضعه في بنوك الغرب لتامين مستقبلهم وتحت انظار أسيادهم !!! وهذه الدكتاتوريات الطاغوتية والتي هي خير السبل وأنجع الأساليب لتكبيل الامة الاسلامية ومنعها من النهوض والوحدة وبالتعاون مع الحكام العملاء الذين غابت عنهم العفه والعدل والنزاهة والشرف فلا وازع داخلي ولا ديني فالكذب درع السارق للافساد في الارض متبعين مقولة (جوع كلبك يتبعك) من خلال الفتات التي يتكرم بها الحكام عليه ؛ نعم فظاهرة المعدة التي لا تشبع قد تطول بإصرارها على شعوبها وتلتهم منهم كل شيء ولعل ابسط مثال على مايجري اليوم هو امتداد للماضي وكيف سقطت بلدنا الاسلامية بيد هولاكو وكيف يبين بنفسه فساد الحكام في جمع الاموال وذلك في تحقيق للباحث والمحقق الصرخي الحسني لتاريخ الامم السالفة وشعوبها المظلومة في بحث خاص إسمه (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) وتحديدا في المحاضرة رقم " 44 " حقائق في كتاب سير أعلام النبلاء حول انشغال أئمة المارقة بجمع الأموال!!!
يذكر عن الذهبي: سير أعلام النبلاء16/ (379ـ 385): [المستعصم بالله]: قال (الذهبي): (.. ـ وَبَعَثَ(هولاكو) رَسُوْلًا إِلَى النَّاصِرِ وَكِتَابُه: {خِدْمَة ملك نَاصِر طَالَ عُمُرُهُ إِنَّا فَتحنَا بَغْدَادَ، وَاسْتَأْصلنَا مَلِكَهَا وَمُلْكَهَا، وَكَانَ ظَنَّ إِذْ ضنَّ بِالأَمْوَالِ وَلَمْ يُنَافس فِي الرِّجَالِ أنّ مُلكَه يَبْقَى عَلَى ذَلِكَ الحَال ... ن ... }} . وهنا يعلق الصرخي قائلاً: هولاكو هنا أعطانا سبب سقوط الخلافة العباسية، يقول: الخليفة جمع الأموال واعتزّ بها وكدَّسها ولم يهتم بالرجال، فتوقع بأمواله واكتنازه للأموال سيبقى على ما هو عليه..) http://gulfup.co/i/00676/f7qp3yiiua6w.png …
هكذا الأموال وجمعها من قبل الحكام كانت ولازال سبب في سقوط البلاد الاسلامية ولعل المستقبل القريب سيكشف لشعوب العالم الاسلامي حجم السرقات المالية والثراء الفاحش لرؤساء الأنظمة الآيلة للسقوط في المنطقة بعد ان كُشف للعالم فساد السلاطين والحكام من قبل ومن بعد !!! فالحرية والديمقراطية ليستا أكثر من ستار مقيت مخادع فاضح تختبئ وراءه مخالبُ الاستعمار الذي تمارسه هذه القوى الغربية" حارسة الأموال القذرة.
هيام الكناني