لا ينكر أحد دور العراقيين في القضاء على الإرهاب، فقد أسهم معظم الشعب بالنصر على فلول الإرهاب ، بمشاركة مباشرة وغير مباشرة، سواء مقاتلاً أو بالمعونات، أو تحدث بكلمة وأم تشد أزر إبنها ووالد قطع رزقه ليعطي أجراً لذهاب ابنه الى الجبهة، ونسوة يعددن المعجنات في المنازل، ومواكب طبخ وإيواء النازحين، وإعلاميين أستشهدوا وجرحوا وكتبوا لدعم المعركة.
توحي التجربة أن العراقيين تواقين للحياة، ومثالاً للإنسانية، وما يُشاع من فساد، ما هو إلاّ من ثلة قليلة تورطت وإستحكمت على مفاصل الدولة.
يجرنا الحديث عن واقع الشعب العراقي، وتولد قناعة دولية بإرادة عراقية طامحة بالحياة، وما التجمع العالمي في الكويت، إلاّ رد جميل أو شعور حاجة لبناء علاقة مع أرض العراق الخصبة بالإستثمار، وتمتين علاقتة سواء بقروض او منح أو إستثمار.
العراق هو الآخر لم يتطرق للقروض أو المنح، بل حدد مشاريع إستثمارية ولمدة عشرة سنوات، والعمل ضمن ثلاثة مجالات؛ منظمات مجتمع دولية مدنية لإشاعة السلم الأهلي، وترميم علاقات التعايش، والثانية الإستثمار عن طريق الشركات بالتنافس، والثالثة على مستوى المسؤولين الحكومين لأكثر من 70 دولة، لإعادة العراق للرهط الدولي، وهو يبحث عن مكانته الحقيقية.
نشر العراق صور مدنه المهدمة ويظهر فيها حجم الدمار، فيما يُعارض بعض من الداخل بذريعة ذهاب الأموال للفاسدين، لكنها شركات إستثمار، تبحث عن الأرباح ولها تجربة في عدة عواصم سيما في الخليج، وعلى الأرض حجم فوائد الإسثمار، ثم ماذا يغيضكم والأموال ليس من ثروات العراق ونفطه؟ وكل الإعتقاد أن هؤلاء لو كان لهم نصيب فعلي لكان الموقف مختلف، ويود إيقاف كل ما من شأنه إعادة العراق الى العالم من بوابة الإستثمار.
إن بعض الإعتراضات والشكوك قد تكون من أسباب حقيقية، وكل يعلم أنها شركات كبيرة تهافتت على العراق، وكبار الدول تتسابق للإستثمار، لكن ذهاب وفد متنوع ومتشتت غير مترابط، ومنهم من لا يعرف لماذا ذاهب، كواحد من ذات الوجوه التي تكرر في المؤتمرات المحلية والخارجية، ومن بعضهم لا يهمه سوى إلتقاط الصور والشهادات التقديرية، وهذا ما جعل الرؤية متباينة بين الأعضاء المشاركين، وأحرج بعضهم من أسئلة محددة أعدتها الشركات الإستثمارية.
الإعمار والإسثمار حاجة عراقية وتبادل نفعي دولي؛ بعد دمار الإرهاب وسوء تخطيط حكومات بقرابة نصف قرن، وحاجة الحياة ملحة بحجم التضحيات.
واجب على السلطات العراقية، توفير المناخات والأمن التشريعات الكفيلة بإنسيابية الإسثمار، وتطبيق البرامج الإجتماعية، وتغير الفكر الى الجاذبية الدبلوماسية، بعد أن وقفوا بعضهم نداً للإستثمارات بذريعة الخوف على سيادة الدولة، ولكن سوء التخطيط وهشاشة القاعدة الفكرية السياسية المؤدية الى نضوج إقتصادي، غائبة في ظل تفكير ضيق ينحصر بمصلحة شخصية، ولا ننسى أن كُثر من الدول وقفت مع العراق في حربه على الإرهاب لمصلحة الطرفين، ولها تخوفات مشروعة من حقيقة الفساد، ومن الإستثمار في العراق، يمكن أن يكون جسر لربط الشرق بالغرب إقتصادياً وسياسياً، وبذلك ستكون كل الطرق تؤدي الى العراق، متى ما كان فيه قادة قادرون على إستثمار الجهد الوطني والرغبة الدولية.