بين الماضي والحاضر قصة نجاح، يمكن ان نستثمرها لنجعل من بلدنا يتقدم الى الامام خطوات من النجاح.
الماضي القريب: كان السيد عبد العزيز الحكيم (رحمة الله)، في ليلة شتائية طويلة ذات برداً قارص، والبلد نهباً للقاعدة، والعراقيين تنهشهم انياب الإرهاب الوحشية، الوقت قد عبر منتصف الليل بساعات، (يرويها احد افراد عائلة السيد الحكيم) شغلهم امراً هاماً قد حدث، فطلب الفقيد ان نتصل بعبطان، واوصى ان لا ننتظر الرد طويلاً حتى لا نزعجه، فان كان مستيقظا اجاب وان لم يجب اتركوا الامر.
يقول: إتصلنا فأجاب من اول رنة للهاتف، فتكلم معه الحكيم بالأمر ولكنه سأله: اين تجلس ابو علي؟ وما هذه الضجة التي عندك؟ اني اكاد لا اسمعك، فقال: بعدما ابتعد قليلا عن الضجيج، سيدنا انا في المطار لدي عمل يجب ان اكمله، وهذه الضجة لصوت الكوسرات وعمال الحدادة الذين اتابع عملهم لينجزوه، استغرب الحكيم من الرجل وما يفعل في ساعات متأخرة من الليل، هجع فيها الناس الى مضاجعهم، وبقي عبطان يسابق الزمن ليفتتح مطار عجزت الدولة بوزاراتها الاربعة ان تبني لنا مثله، بل انها حاربته وعدته منجزا سيزيد من رصيد حزبه الانتخابي، وهو نائب محافظ!.
الحاضر: استوزر السيد عبطان وزارة اقل ما يقال عنها هامشية، في ظرف الموازنة التشغيلية للوزارة لا تلبي حاجاتها، كان بإمكانهِ ان يرتاح ويتمتع بنشوة الرئاسة، كما فعلها غيره، في وزارات الاعمار والصناعة والموارد والزراعة واغلب وزارتنا الحالية.
لكن لا يمكن لهذا الشهم ان يرى البلد، والوزارة التي تحمل طاقة العراق وحيويته وروحه وراحته (الشباب)، واقفة جامدة خائبة. امتطى ابو علي صهوة العزم العراقي، الذي لا يلين وتعكز على الشباب الذين رفعوا رأس مرجعهم، عندما عوّل عليهم ليحموا بلاد الأمير وأولاده الطاهرين، فوفوا وتشيم المعظم بهم وببطولاتهم.
كان فيهم كأحدهم زرع الثقة في كل مفاصل الوزارة، وترك المكتب ونزل للميدان فتراه يوماً في بغداد، واخر في البصرة والفلوجة والنجف وكربلاء وهكذا.
ترك العمل التنظيمي ونذر نفسه للعراق، ليس للمجلس الاعلى او الحكمة او غيرهم، التحدي الاكبر الذي واجه عبطان الشركات التي تركت مشاريع الوزارة، ومنها من دُفعت لها الاموال! ولكن الفساد والروتين عاقها وهربت الشركات.
ترى عبطان يتنقل من وزارة لأخرى لينسق عودة الشركات، مع الوزارات المختصة ومجلس الوزراء، وبالفعل نجح هو وكادره في اتمام وصيانة الملاعب العراقية، وجعلها تحف معمارية مشرقة، تدرّ على العراق اموالاً.
العائق الاخر الذي واجهةُ، الحظر الدولي على العراق فترى الرجل مرة في الخليج، واخرى في سويسرا لينسق لرفع الحظر الجائر، الاتحادين الاسيوي والدولي لا يثقون ان العراق استقر، ولديه بنى تحتية قادرة على احتضان الالعاب، اشرطة فديو ومؤتمرات ومفاوضات (يقول احد مدراء الشركات الاعلامية، في مباراة الاساطير لم ننم الليل لأيام! ليأتوا النجوم للبصرة).
اقتنعوا والان الحظر تم رفعه عن المباريات الودية، ومنتصف الشهر يرفع كلياً، السعودية تلعب في البصرة وهي لم تدخل ملاعب العراق منذ 1979، هذه الدبلوماسية الرياضية يجب علينا ان نوثقها ونحث الجميع على تأييدها.
اليوم هذا الرجل المخلـص لبلده، اصبح محط حب الجميع، في حالة عراقية نادرة، ان يكون شخصاً ينتمي لتيار او فئة، محبوب من بقية الاطياف والتوجهات.
اذن يا سادة، عندما كانت موازنة الدولة ووزارة الشباب مليارات الدولارات، لم نلمس تقدماً وانجازاً، ولو بِعُشر ما تحقق الان، وهذا يدل ان مشكلتا ادارية بحته، فالرياضة والشباب اليوم وزارة شبه سيادية، تضاهي النفط في ملامستها للشارع وانجازاتها، توقعوا لو ان وزرائنا ومحافظينا لديهم نفس الهمة والأقدام، لسارت عجلة البلد الجريح للأمام.
وفق الله ابو علي وكل كوادر وزارة الشباب المعطاء ونبتهل للباري ان يكون بلدنا بأيدي امينة مخلصة تتألم ان ترى العراق العظيم صغيراً امام العالم.
تقي هاشم الخويلدي
