لهو خفي في الصحراء، ميت أم حي؟ إجابة لا يعلمها أحد، ربما تمتلكها أجهزة المخابرات الغربية، التي تمتلك خطوط اتصالات مفتوحة مع التنظيمات الإرهابية في ليبيا.. إنه عبد المنعم بالحاج الحسناوي، المكنى بـ"أبو طلحة الليبي"، أحد أبرز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
في يوم 15 نوفمبر 2016، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ونقلت عنها المواقع الإخبارية خبر مقتل "أبو طلحة" في غارة جوية، على مدينة سبها، وصبيحة اليوم التالي، الموافق 16 من نفس الشهر والعام، نفت مصادر وسائل التواصل الاجتماعي أيضا خبر مقتله، وأكدت نجاته.
حياة وموت
الخبر الذي أثلج صدور العباد بمقتل أبو طلحة، جاء فيه: أنه تم مقتل عبد المنعم بالحاج الحسناوي "أبو طلحة الليبي" خلال غارة جوية في مدينة سبها جنوب غرب ليبيا، استهدفت منزلا بمنطقة القرضة كتبت نهايته، إضافة إلى 6 أشخاص آخرين أجانب، كانوا يقيمون معه.
وصبيحة اليوم التالي، قالت مصادر أنه ليس من ضمن القتلى، وأن منزلا مملوكا فعليا "لأبوطلحة الليبي" تم قصفه وقتل فيه مواطنان لا علاقة لهما بأي تنظيم إرهابي أو تشكيل مسلح، ويعيشان خارج المنطقة، وهما منصور الغويل وحمد الغويل.
ليظل لغز أبو طلحة حائرا بين الحياة والموت حتى اليوم الموافق 5 مارس 2018، بعدما كشفت مصادر لـ"فيتو" عن ظهور شخص يدعى "أبو طلحة الليبي" يساعد في تهريب عناصر إرهابية عبر الصحراء الغربية.
المصادر المتحدثة أكدت عدم امتلاكها أدلة حاسمة على أن "ثعلب الصحراء" لتهريب العناصر هو ذاته القيادي الكبير المعلن عن مقتله في 2016، لكنها عززت الشكوك حول نجاته من الغارة بهدف التمكن من تنفيذه مخططاته بأريحية، بعيدا عن أعين الملاحقة الأمنية.
من هو؟
أبوطلحة سجين سابق في السجن الشهير "أبوسليم"، منذ يوليو سنة 1996، وحتى فتح أبوابه في أغسطس 2011، عقب انسحاب قوات النظام الليبي السابق من العاصمة طرابلس، تجاه مدينة سرت، وأوقف عام 1996 على خلفية انتمائه للجماعة الليبية المقاتلة، وفي 23 نوفمبر من ذات السنة ضبطت الأجهزة الأمنية مجموعة أخرى حاولت اغتيال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في ما عرف حينها بمحاولة "الرمانة" في الشاطئ بقيادة قياديين في الجماعة، هما "محمد عبد الله القريو وعبد الرزاق الترهوني"، اللذان قتلا أثناء مطاردتهما بعد 11 شهرا من اختبائهم في تاجوراء، وقد أثبتت التحقيقات صلة أبوطلحة بهذه المجموعة.
و في عام 2013 غادر أبوطلحة إلى سوريا، وكلف هناك بمهام المسئول الشرعي لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية جهادية قاتلت ضد النظام السوري، قبل أن ينضم جزء من عناصرها إلى تنظيم داعش وينضم الجزء الآخر إلى جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة ويعود أبوطلحة إلى مدينة الشاطئ عقب اندلاع "عملية الكرامة" عام 2014، ويكلف من قبل خالد الشريف وكيل وزارة الدفاع السابق، بمهام قيادية في "غرفة عمليات ثوار ليبيا" فرع الجنوب التي حظيت بدعم مالي واسع من قبل وزارة الدفاع ورئاسة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
مقتله في العراق
وقبل عودته إلى ليبيا سنة 2014، أعلنت بغداد مقتله في مواجهات مع الجيش العراقي وسط البلاد، إلا أن ظهوره مجددًا جنوبي ليبيا فند ما أعلن عنه العراق.
أبوطلحة وبحسب مصادر محلية وأمنية في الشاطئ كان يشرف طيلة الفترة الماضية على خط إمداد خلفي لـ "مجلس شورى ثوار بنغازي"، ويتنقل عبر مدن الجفرة وسبها وأوباري ومصراتة لشراء السيارات والأسلحة من السوق السوداء، بمبالغ مالية مغرية، وقد تعرضت مطلع السنة الجارية إحدى أهم شحناته المرسلة على متن جرافة عبر مصراتة- إلى قصف جوي، قبالة سواحل بنغازي أدى إلى إغراقها.
ويرتبط أبوطلحة بعلاقة متينة مع أمير القاعدة في بلاد المغرب العربي وزعيم جماعتي "الملثمون" و"الموقعون بالدم" الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، المكنى بـ"الأعور"، والذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية استهدافه في غارة جوية شنتها طائراتها على موقع جنوبي مدينة أجدابيا، مساء 13 يونيو 2015، وأدت إلى مقتل 7 قيادات من أنصار الشريعة، يعتقد أن الأعور من بينهم.
وكالات