واهم من يعتقد بزوال المشروع الرسالي، وان تعددت الاسماء فالنهج واحد، وهذا ما اكده التاريخ، فلا تغيير بنهج علي عن محمد ولا حسين عن حسن (عليهم صلوات الله)، والى الان نستنشق رحيق الحرية بمجرد ذكر اولائك القادة، وهذا دليل صارخ على خلود المشروع المرصع بالتضحية، ودائماً ما تكون الثقة بإستمراره حاضرةً، والا ما كانت الحوراء (ع) تقسم، بأن لا يزيد ولا امثاله قادرين على امحاء الذكر.
كلما قرأت الرسالة المبعوثة من روح الله الخميني الى شهيد المحراب (تقدست اسرارهم)، تبادر لي نداء سماوي يطلب ضحية لاستمرار المشروع الرسالي، فأن يعطي الامام الخميني اشارات دقيقة ويؤبن شخصية عظيمة قبل استشهادها ب(20) سنة تقريباً، لا تخلو من انها حركة اقتداء بنص قرأني او حديث قدسي.
لا ينكر منصف ان هذا التنبؤ والتهيئ للشهادة لم يأتي اعتباطاً، بل هي لمسات تاريخ وضع لبنتها الاولى قادة ومراجع كبار، فلم يكن شهيد المحراب بالصدفة بل هو مشروع معد مسبقاً، وتمهيد صرف عليه الكثير من الجهد العلمي، ليكون (رضوان الله عليه) أمة في رجل، صٌقل وأُعد لتحمل مشروع رسالي، وهذا ما اعتمده الامام الحسن (روحي فداه) في تمهيد وتهيئة المشروع الحسيني الخالد.
قد يكون هنالك تلاصق وثيق بين المشروع الحسيني ومشروع السيد محمد باقر الحكيم، وقد تكون قصة استشهادهما شبيهةً الى حد ما، فقد عاد شهيد المحراب الى الوطن يحمل رسائل استصراخ ونداءات استغاثة، لكن تلكم الرسائل الممزوجة بألم المقابر الجماعية لم تتمكن من حفظ هذه الشخصية المعطاء، حتى تناثرت اوصالها شاكية لربها خيانة وحسد الجاه، وبالمثل فبعد معركة الطف بسنوات اثيرت حملات تسقيط ساعية لتشويه الرسالة الحسينية، وقد سوقت الجيوش الاعلامية الاموية، ان الثورة الحسينية هدفها السلطة والهيمنة على الامة، وبقي المخلصين للمشروع الحسيني في حصار مطبق.
الجيوش الالكترونية وفرق التسقيط لا تقل ضراوة وقساوة عن تلك الماكنات الاعلامية الاموية، في تسقيط مشروع شهيد المحراب، وهذا ما تؤكده الرسالة التنبؤية التي ارسلها الامام الخميني، وكان يعلم علم اليقين ان هذا المشروع سيلاقي كيلاً من التهم، يروجها الداني قبل القاصي!.
خلاصة القول: لكل تضحية قربان، فهل يجازى شهيد المحراب بكبش انتخابي يثلج قلب روح الله؟ ام لازال زاد معاوية ادسم؟ فنغمس اصبعنا لتمكين الباطل فنثلج قبل يزيد.
مرتضى ال مكي
سلام.