لم تكن الزهراء (عليها السلام ) قدوةً للنساء الطاهرات العفيفات المؤمنات فحسب , بل هي قدوةٌ ومثلًا أعلى لجميع المؤمنين والمؤمناتوالمسلمين والمسلمات , فهي المرأة العابدة الزاهدة المطيعة لله ورسوله ولأمير المؤمنين , وهي الصابرة المحتسبة التي كانت تتحمل ما يتحملهرسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه ) من الألم والمحن والقطيعة، وكانت تمسح الدم والتراب عنه نتيجة ما يلاقيه من أذى المشركينواعتداءاتهم بسبب جهلهم وتعصبهم وعنادهم , وكانت تعاني كما كان يعاني المسلمين من جوع وأذى وقطيعة رحم من قريشي مكة.
فاطمة الزهراء التي أخذت من أبيها مالم يأخذه غيرها، فهي أكثر الناس به صحبة وقربًا وتعلقًا ,فقد ولدت في بيت الرسالة وكبرت مع تعاظمالرسالة وانتشارها , فهي كانت أشبه الناس برسول الله كلامًا وحديثًا ومنطقًا , وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقبّل يدها وأجلسها في مجلسه.
وقد روي عن الإمام الحسن عليه السّلام قال:
« رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعةً ساجدةً حتى اتّضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمناتوتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه لِمَ لا تدعين ( لَم لم تدعي ) لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت: يا بُنيّ،الجار ثم الدار , »
وعن أمّ سلمة قالت: « تزوجني رسول الله صلّى الله عليه وآله وفوّض أمر ابنته فاطمة إليّ فكّنت أؤدبها، وكانت والله أأدبَ مني وأعرفبالأشياء كلها »
لذلك فأن سيرة حياة الزهراء (عليها السلام ) مليئةً بالدروس والعبر التي يستفاد منها كل فرد في المجتمع وفي مختلف المجالات , وعلى أبناءالمسلمين أن يفتخروا ويتباهوا بين الأمم لوجود
هكذا سيدة عظيمة تمثل رمزا من رموز الدين الإسلامي الخاتم وهي سيدة نساء العالمين ,فسلام عليكِ يا زهراء، سلام عليكِ يا بنت خير الأنبياء، سلام عليكِ يا من أنتِ الفخر كلّه بين النساء، سلام عليكِ بقدر ما خُلق في الأرضوالسماء، سلام عليكِ سيدتي يا من أصبحتِ رمزًا للخُلُق والعفّة والوفاء، سلام عليكِ يا مفخرة الإسلام ويا شفيعة الأتقياء، سلام عليكِ يا منخُلقتِ نورًا وأزهر في الأكوان فسمّيتِ زهراء، فشعّ ضياؤكِ فكان أبهى وأسمى ضياء، سلام عليكِ يا جدّة أمل البشرية
سليم العكيلي