حددت الشريعة الإسلامية وفي ضوء الأحاديث الشريفة نوعين من الجهاد، هما الجهاد الأصغر والمتمثل بالحرب في ميدان المعركة، والجهاد الأكبر المعنون بجهاد النفس وصدها عن ارتكاب الذنوب وتحصينها من نزوات الشيطان وصولا لمرحلة اليقين والعبودية الخالصة لله تعالى.
يمتاز العلماء بالنوع الثاني من الجهاد وهو أمر مهم، ولكن الدخول في معترك الميادين العسكرية يعتبر أمرا نادرا وعلى وجه الخصوص في المذهب الجعفري، الذي يضع هذا الخيار أخر الأمور التي يلجا إليها بعد استنفاذ الطرق السلمية أجمع.
لعب الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه دورا كبيرا في الحياة السياسية، حيث يعد أحد مؤسسي الحركة السياسية الشيعية في القرن الماضي وأهم منظريها، وهذه الحركة التي ابتدأت منذ أواخر العهد الملكي وانتهت بمغادرة الحكيم للعراق بعد الانتهاكات التي عصفت بأسرة آل الحكيم من قتل وتشريد ومعتقلات معلنة نهاية المرحلة الأولى من حياته السلمية في العراق.
إن الشهيد الحكيم قد خط طريقا عسكريا لمواجهة الحكم الصدامي وعضد صفوفه بالمجاهدين المؤمنين بالمشروع والمدافعين عن كرامة العراقيين المسلوبة.
وقد شهدت الساحة العسكرية العديد من الأفعال التي بقت راسخة في قلوب وعقول المجاهدين الذين عاشوا من بعده، وخير مثال على ذلك، نجد أن قادة الحشد الشعبي وقادة التشكيلات العسكرية التي وقفت وصدت الامتداد الداعشي كانوا جنودا ومقاتلين تحت إمرة الشهيد محمد باقر الحكيم وخاضوا جميع المخاطر معه.
ومن جانب أخر نستنشق عبير الجهاد الأكبر في شخصية الحكيم من خلال تعاملاته ونصائحه وفكرة المرتبط بمذهب أهل البيت عليهم السلام وإخلاصه الكبير لمشروعة الذي انتهى بمحراب صلاته في الأول من رجب عام 2003 معلنه الدنيا نهاية حكاية رجل يحتاجه العراق كثيرا وخسر الوطن برحيله الكثير.
ياسر سمير اللامي