الأخوة الذين يحسنون الظن بالسعودية، لماذا لا يرجعون الى بداية حكومة العبادي، فقد بدأها بتحسين العلاقات وفتح صفحة جديدة مع السعودية، وأستمرت الحكومة على هذا المنهج في تحسين العلاقة وتبادل السفراء مع السعودية، ومع ذلك استمرت التفجيرات، ولم تنسحب داعش السعودية من الاراضي العراقية إلا بهزيمتها العسكرية وبعشرات الالاف من الضحايا؟
ما الذي اختلف الآن؟
بسرعة خاطفة نسي هؤلاء السفير السعودي ثامر السبهان وهم أنفسهم الذين كانوا يطالبون بإخراج السبهان من العراق.
عندما يحدث تفجير على شاكلة تفجير الكرادة المأساوي، سيلعن هؤلاء آل سعود، ثم ينسون بعد ذلك بأيام ضحاياهم وهتافاتهم (هيهات منا الذلة) ويرحبون بفتح صفحة جديدة أخرى مع السعودية، وستكون هذه الصفحة حمراء من غزارة الدم العراقي المسفوك.
قال بندر بن سلطان : (لا نخاف من العراقيين، بسطاء ينسون بسرعة نقدر نكص عليهم ـ نخدعهم ـ لكن الخوف اذا لم نسقط بشار الاسد لأن السوريين ما ينسون دمهم).
هكذا يتعامل آل سعود مع الشعب العراقي، فهم يعرفون أن فيهم شرائح يمكن خداعها بسرعة، عن طريق شراء زعاماتهم السياسية، وهم يسيرون خلفها وقد عطّلوا عقولهم عن التفكير. وعن طريق كلام اعلامي متفائل بالتعاون والانفتاح والاستثمار المالي، فيصدّق به الكثير من المحرومين البسطاء. وعن طريق شراء ضعاف النفوس من رؤساء العشائر فتهتف العشيرة كلها بالأهازيج لطويل العمر.
لا يعرف هؤلاء أن العلاقات الدبلوماسية هي مظهر سطحي لا تعكس بالضرورة حقيقة المواقف، وما أكثر الدول التي تتبادل الزيارات وتعقد القمم الثنائية وتوقع اتفاقيات التعاون، بينما مخابرات كل واحدة منها تكيد للأخرى.
بقلم : سليم الحسني