بعد عام 2003 نشأت الاحزاب السياسية في العراق، اخذ البعض يستمد قوته من المبادئ التي طرحها، والبعض الآخر استولى على اقتصاد البلد وبدأ يتسلق على أكتاف الشعب مستغلا حاجاتهم ورغباتهم فأستمد قوته. اما النوع الخاص فهو المستمد قوته من الخارج سواء إقليميا او دوليا.
اغلبية الشعب اعتقدوا بالطبقة السياسية الحاكمة بأنها تمثل بشكل رئيسي عملية صنع القرارات التي تأخذ بعين الاعتبار القيم الجوهرية المادية والمعنوية، وذلك بحسب أيديولوجيات معينة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وسوف تنظم بشكل أساسي العلاقة بين كل من الحاكم والمحكوم، أي بين السلطة المسؤولة والشعب، وكذلك بين الحاكم والدولة وبين الدول الأخرى المجاورة وغير المجاورة من منطلق أن الدولة لا تعيش بمعزل عن الآخرين، وأنها جزء لا يتجزأ من البيئة المحيطة بها، ولكن ما ان تفاجئ الجميع بأن تلك الطبقة السياسية قد تفاخرت بالفشل والانهيار.
نعم؛ لقد كان الهدف من بعض الجهات السياسية هو بناء دولة ضعيفة، والسيطرة عليها عن طريق بناء احزاب كبرى وقوية من خلال استغلال نفوذها لنهب خيرات هذا البلد في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتحطيم كرامة شعبه وتدمير التراث الحضاري والثقافي السائد في هذه الدولة، ويصل الأمر إلى فرض ثقافة على أن تلك الجهات الوحيدة التي لديها القدرة على نقل الدولة من الجهل والتخلف إلى الحضارة، ومن الإرهاب والدماء إلى الامان والسلام وغيرها من الشعارات الزائفة حتى رقص السواد والدماء في الازقة وتعالت صرخات الامهات في بدلة العرس.
إن واقع الحال يفسر نفسه لذاته بأن الشعب أصبح تحت الهيمنة الحزبية واستغلاله للقيام بالأعمال الحربية والاستثمارية، حيث تقوم الجهة السياسية المستفيدة بتجنيد الشعب، ويدفعون به إلى حروب دموية؛ هذا اولا.
ثانيا: إمكانية الحصول على المواد الخام والمعادن وغيرها من الثروات الطبيعية التي تتمتع بها الدولة العراقية الضعيفة.
ثالثا: إعادة تشكيل منظومة الثقافة والديانة السائدة في الدولة حسب اهوائهم لتصبح أكثر ارتباطا وتمسكا بالسلطة، فقد قامت عدة حملات بإرسال بعثات من رجال الدين "المزيفين" لزحزحة أواصر المجتمع بروايات دينية موضوعة، وقد نجحت هذه التجربة في بعض الشعوب مثل السوادن ونيجيريا. رابعا: التخفيف من الكثافة السكانية لدى الدولة من خلال السيطرة على الاقتصاد وخلق ظاهرة البطالة، وإطلاق حملات هجرة غير تابعة لهم ظاهرا، فأدت إلى هجرة آلاف من شعبنا المظلوم.
وعليه؛ بدأ انهيار تدريجي لبعض الجهات السياسية التي كان لها تأثير سلبي في الدولة العراقية من قبل الشعب بسبب عدم مصداقية ووعود تلك الجهات، وعدم فاعلية وتنفيذ الوعود التي تختص برفع المستوى الاقتصادي للبلد، مع الانقسامات الداخلية التي لحقت بتلك الجهات، وانقلاب جماهيرهم في الضد على الوضع الراهن، والأهم ضعف الحكومة المركزية بشكل واضح وسيطرة الجوانب العسكرية على الاقتصاد.
لذا من استمد قوته من الخارج او عن طريق الاستيلاء على الاقتصاد سوف يكون في انهيار حتمي ولو بعد حين، الا من استمد قوته من المبادئ التي طرحها للشعب فسيكون الشعب مختاره يوما، وهذه فلسفة الشعوب على مر التأريخ.
حسام عبد الحسين