اليوم قررت أن انتخب بعد أن كنت مصرا على مقاطعة الانتخابات، ليأسي من التغيير وأن صوتي الذي سأدلي به، لن يغير الجالس على كرسي السلطة أو الكتل الحاكمة التي ستجتمع في غرف مغلقة، تتقاسم كعكة السلطة فيما بينها، ولكني إذا لم أشارك سأمنح الفرصة لهم أكثر.
رحت أتجول في الشوارع التي إمتلأت بصور المرشحين من كل حدب وصوب، بمختلف الألوان والأحجام حتى علت سطوح المنازل والابنية العالية، وأرى الكم الهائل من الدعايات الإنتخابية التي تعددت أشكالها، فبعض إستعان بشاشات عملاقه تجوب الشوارع تتغنى بزعيم القائمة، وبعض نشر صوره الكبيرة عند تقاطعات الطرق، وأخرون إستعانوا بأعمدة الكهرباء التي تزاحم عليها المرشحون، والبعض عمد الى رفع صور الشهداء ليضع دعايته محلها، بينما البعض القليل لم ينشر دعايته وآثر النزول بكوادره وأنصاره الى الناس، ومشافهتهم والتحدث معهم وجها لوجه.
جلت بين الناس أسألهم عن القوائم والمرشحين، و المواصفات المطلوبة لإنتخابهم، فتعددت الآراء وكثرت الاقاويل، فهذا يريد إنتخاب ابن عشيرته ليعوا شأنهم بين الناس، وذاك يريد إنتخاب شخصية فاسدة كان الساعي له في الحصول على درجة وظيفيةـ وغيره مصر على انتخاب شخصية فاشلة كونه من حزبه، وبعض يريد إختيار شخصية جديدة لا يعرف عنها شيئا كونه متأثر بمقولة المجرب لا يجرب، وكثير ما زال لم يقرر من ينتخب، بإنتظار أن تجرفه سيول الدعايات الانتخابية أو ترتبط مصلحته مع مرشح ما.
لاحظت هناك فرق بين القوائم المرشحة في حملاتها الإنتخابية، فبعضها إتخذت من وزيرها الناجح واجهة لدعايتها الإنتخابية، وبعضها لاهم لها سوى التشهير والتسقيط والاخبار المفبركة، وكتلة صرفت المليارات على حملتها الدعائية وصور مرشحيها، التي تجاوزت على أرصفة المارة واعمدة الكهرباء، بل وعلقت حتى على الاشجار والنخيل، وكتلة لم تنشر دعاية لها او لمرشحيها وانما اختارات مواجهة الناس ومكاشفتهم، ونزلت الى الناخبين لشرح برنامجها الانتخابي.
شاهدت كتلة تطلب المناظرة مع بقية القوائم الانتخابية أمام الجماهير، كما هو حال الدول المتقدمة في الديمقراطية، وإذا بالبقية تفر منها كفر الشاة من الذئب خوفا من الهزيمة والفشل، فأغلبها ليس لها برنامج سياسي او اقتصادي، وانما شعارات رنانة تذهب مع اول يوم بعد الانتخابات، فيما بعض الكتل وضع راسه في الرمال خجلا من الفضائح التي طالت مرشحيه، ترى الاخر يطرق باب البيوت ويجلس مع الناس يتعرف الى طموحاتهم وامانيهم، ويعرف ببرنامجه الانتخابي الذي يحاكي هموم الناس.
نعم قررت أن أنتبه وانتخب حتى لا أكون أداة طيعة بيد أعداء العراق والفاسدين، الذين يحاولون العودة مرة أخرى، وأشارك في ذبح الاخيار والصالحين الذي يهدفون الى خدمة الوطن، عندها أكون قد ساويت بين الصالح والطالح، وشتان بين الاثنين.
ثامر الحجامي