تستمر الآلة العسكرية التابعة للعدوان السعودي على اليمن نشاطها الاجرامي وقد زادت خلال الساعات الاخيرة من وتيرة استهدافها للمدنيين لا سيما عبر قصف الطائرات حفل زفاف في محافظة حجة، ناهيك عن استهداف اكثر من موقع مدني ادى لسقوط ضحايا ابرياء عزل، كل ذلك يظهر ان السعودية لم تتوقف عن الولوج اكثر فأكثر في المستنقع اليمني وعدم حسبان ردود الفعل المتوقعة والمعلنة من قبل اليمنيين في ظل تأكيدهم ان السنة الرابعة للعدوان هي سنة الرد البالستي الحاضر والجاهز.
هذا التصعيد السعودي المتواصل أضيف إليه الاعلان عن استهداف رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد بغارة لتحالف العدوان في الحديدة، وفيما تحاول السعودية الاعلان ان ما جرى هو نصر لها ولقيادتها امام اليمنيين وحركة انصار الله، إلا ان ذلك من الامور المتوقعة خاصة ان الصماد وغيره من القيادات اليمنية لا يجلسون في القصور والفنادق بعيدا عن جبهات وميادين القتال، والحقيقة ان ما يعتبره البعض ضربة وانتكاسة لأنصار الله هو في الحقيقة على جسامة الخسارة وصعوبة الالم إلا انه يسجل لهذا التنظيم المقاوم بأن قياداته يتقدمون الصفوف ولا يوفرون انفسهم لأزمنة الحصاد السياسي انما هم جاهزون للتضحية في سبيل القضية التي يؤمنون بها وفي سبيل مواجهة المحتل وتحرير البلاد.
الهروب من المواجهة..
وهذا الامر ما لا يتوافر لدى آل سعود وعلى رأسهم الملك سلمان ونجله ولي العهد، حيث يجلسون في قصورهم مرفهين يستمتعون بأموال وثروات الشعب، بينما يشركون القوات المسلحة في حروب عبثية في اليمن وغيرها ويزجون بهم في ساحات القتال من عسير الى نجران وباقي المحافظات اليمنية في ظل انعدام الرؤية والمخطط وبدون اي جدوى من هذا الامر، فلم نر أحدا من افراد العائلة السعودية يحمل السلاح ويقاتل في اي جبهة من الجبهات، وبالتالي لم نسمع ان هناك من قتل فداء للكيان السعودي او دفاعا عما يؤمنون به اذا ما وجد ما يؤمنون به أصلا، فهؤلاء يتجولون في عواصم العالم للسياحة ومتابعة صفقاتهم ولقضاء أوقات في المقاهي والملاهي الليلية حيث تنتشر الرذيلة والفحشاء وغيرها من صنوف الانحلال الذي يهدرون فيه اموال الدولة والشعب ويحاولون اليوم نقله الى الداخل السعودي.
والأمثلة على ذلك اكثر من ان تعد وتحصى بدءا من ما سرب من أنباء عن قيام وزير الخارجية السعودية السابق سعود الفيصل بطلب صناعة افلاما اباحية له من قبل شركة فرنسية وصولا لما يدفعه محمد بن سلمان من مبالغ خيالية على رحلاته السياحية وشراء اللوحات الفنية او البيوت واليخت وغيرها من صور البذخ الفاحش له ولغيره من امراء آل سعود، بينما الناس تحصل على الفتات وترسل للقتال في اليمن دفاعا عن سلمان وابنه ومشاريعهما السياسية بالسيطرة على الحكم وتحويله من آل سعود الى آل سلمان.
إرادة لن تنكسر..
وبالعودة الى الغرق السعودي في المستنقع اليمني، يسجل هنا كلام قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي الذي وعد برد حاسم في خطاب نعيه للصماد حيث قال إن "جريمة اغتيال الرئيس الصماد لن تكسر إرادة الشعب اليمني ودولته"، وحمل "الولايات المتحدة الأمريكية والنظام السعودي المسؤولية القانونية والسياسية لهذه الجريمة"، مشددا على أن "هذه الجريمة وغيرها من الجرائم لن تمر دون عقاب".
والأكيد ان اليمنيين لن يقفوا بعد هذه الجريمة وغيرها من الجرائم مكتوفي الايدي وإنما هم سيردون بكل السبل المتاحة على ممارسات وجرائم التحالف السعودي، وبالتالي سيكون العام البالستي مزلزلا على مملكة آل سعود بالاضافة الى ان دماء الصماد ستكون حافزا معنويا للشعب اليمني الذي سيندفع اكثر فأكثر نحو الجبهات لقتال المعتدين ورفد الجيش واللجان الشعبية بالرجال وبكل ما هو متاح من مال وسلاح، والشعب اليمني ستزداد ثقته بقيادته العسكرية والسياسية لانه واثق من ان هؤلاء القادة لا يبخلون بشيء وهم يضحون كما عامة الناس وكل افراد الجيش واللجان ويقدمون انفسهم على هذا الدرب.
من هنا على السعودية وولي عهدها انتظار الردود على قراراته المتسرعة والخاطئة التي لا توفر كبيرا او صغيرا في اليمن، وكل العالم شاهد الطفل اليمني الذي تشبث لساعات بجثمان والده الشهيد الذي قضى في مجزرة حجة مساء الاحد ورفض تركه في صورة عن أطفال وابناء اليمن الذين ينزرعون بأرضهم ووطنهم رغم كل الصعوبات والآلام والمآسي ويتعهدون بالرد حتى تحقيق النصر