إعلان السعودية قبل أزيد من ثلاث سنوات وهي تعبر بطائراتها حدودها، وتخترق أجواء وسماء اليمن، أنها تقود عاصفة للحزم ضد إيران، سميت لاحقا بعاصفة الأمل، يجعل حتى الآن من الحملة التي تقودها إلى جانب حليفتها الإمارات أداة وماكينة تصنع الدمار وتخلف الخراب لبلد يصنف شعبه في خانة أفقر شعوب الكون مع مزيد من الدمار للبنية التحية.
أزيد من ألف يوم مرت على أولى ضربات التحالف الذي تقوده المملكة، ضد أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والحوثيين، لكن لا تلوح حتى اللحظة أي مؤشرات في الأفق عن نهاية وشيكة للحرب.
كل المعطيات الميدانية تؤكد أن الأزمة تزداد تعقيدا، وحصيلة الضحايا ترتفع، وكلفة الحرب تتضاعف، وما تخلفه من دمار شامل تزداد رقعتها، والشعب اليمني يتجرع علقم المآسي التي لم يكن له فيها ذنب.
المتابعة المعمقة، والقراءة الدقيقة للوضع، تشي بشكل جلي وواضح، أنه ما من خطة بينة لإنهاء ما بدأته الرياض، وأبو ظبي، العاجزتان عن تحقيق الانتصار الكامل، أو الجزئي، أو حتى وضع حد لهذا الاستنزاف.
السعودية التي روجت لحربها، أنها استباقية لتطويق غريمتها إيران، وتحركها يهدف لدك حصون ما تسميه أداتها (أنصار الله الحوثي) لا تزال حتى الآن تدور في حلقة مفرغة، وعاجزة عن الدفاع عن حدودها جنوبا.
فشل السعودية في النيل من غرمائها لم يكن خيبتها الوحيدة، وتجاوز الأمر إلى عجز عن تأمين عاصمتها الرياض، التي أصبحت تدريجيا هدفا مفضلا لصواريخ تقليدية ترشق بها من حدودها الجنوبية