مع إحساسه بتضاؤل الدعم القادم من السعودية، يعزز الرئيس السوداني عمر البشير علاقاته مع أعداء الرياض مؤخراً قطر وتركيا، إذ وصلت رافعات وقوارب سحب قطرية إلى ميناء سواكن تنفيذاً لاتفاق مع الخرطوم يقضي بإعادة تأهيل واستثمار الميناء الاستراتيجي.
وصل عدد من من الرافعات وقوارب السحب التي أرسلتها “الشركة القطرية لإدارة الموانئ” إلى ميناء “سواكن” في ولاية البحر الأحمر شرق السودان، وذلك تنفيذاً للمرحلة الأولى لمذكرة التفاهم التي وقعتها الشركة مع الميناء وتقضي بتمويل الدوحة مشروعاً ضخماً بقيمة 4 مليارات دولار لإعادة تأهيل الميناء، لجعله ميناء رئيسياً لنقل البضائع.
وتقضي مذكرة التفاهم بين الخاصة بمشروع إعادة تأهيل وإدارة الميناء بأن يحصل السودان على نسبة 51 في المئة من المشروع، فيما تحصل قطر على 49 في المئة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق إقليمي دقيق تطغى عليه الأزمة الخليجية، وقد يقرأ هذا المشروع كمؤشر جديد على المنافسة الاقتصادية الضروس بين قطر ودول المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، كما يترك الكثير من إشارات الاستفهام حول التقارب السوداني مع أعداء الرياض وعلى رأسهم قطر وتركيا.
فزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى السودان، في ديسمبر / كانون الأول 2017، التي أغضبت السعودية ودول مقاطعة قطر، نتج منها موافقة الخرطوم على منح جزيرة سواكن لأنقرة من أجل إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة محدودة.
وبحسب مراقبين للأزمة الخليجية، فإن الرئيس السوداني يُغضب الرياض بتقاربه مع أنقرة والدوحة وذلك بعد خذلان المملكة له، فيما يتعلق بمكاسب مالية وعدت بها بلاده كمكافئة على مشاركتها في تحالف العدوان على اليمن.
كما أن الخرطوم قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في يناير / كانون الثاني 2016 إثر وعود سعودية بمساعدات مالية كبيرة، إضافة إلى استثمارات في مجالات الزراعة والسدود الكهرومائية.
لكن مع وصول الأزمة الاقتصادية في البلاد إلى نسب لم يعد بمقدور الشعب السوداني تحملها، لا يبدو ان هناك دعماً سعودياً في الطريق، فالرياض غارقة في المستنقع اليمني وعقد صفقات التسلح مع الولايات المتحدة. ومما زاد الطين بلة، نفي السعودية في الآونة الأخيرة عشرات الآلاف من السودانيين بدعوى أنه ليس لديهم تصريح إقامة، إضافة إلى تعاطي التحالف في اليمن مع الجنود السودانيين كمرتزقة.