بعد سنين طوال من النظام المركزي الخانق، أصبح للشعب حرية في اختيار من يمثله، ويدافع عن حقوقه المشروعة، من خلال انتخاب من يراه مناسباً له في التمثيل.
لكن ما أفرزته هذه الديمقراطية من نتائج على الأرض لم يكن بمستوى الطموح، حيث افرزت لنا طبقة أثرت على حساب الشعب، وعاثت بمقدرات وثروات البلد الفساد.
فجيرت كل شيء لصالحها، وعملت كل ما بوسعها من اجل زيادة ثروتها متجاهلة، الشعب ومعاناته
ربما نكون معذورين عندما وثقنا بهم واخترناهم أول مرة، لكوننا حديثي العهد بالديمقراطية، وانطلت علينا أكاذيبهم وكثرة الشهادات التي يضعونها أمام كل شخص منهم
ربما نكون معذورين ايضا عندما جددنا الثقة بهم مرة ثانية، عندما لعبوا على وتر الطائفية والمذهب، فأوهموا الشعب ان عدم انتخابهم يعني ان التكفير يصل الى عقر دارنا، فيقتلنا ويسبي نساءنا، لكن النتيجة عندما جددنا ثقتنا بهم، خانوها وفي ليلة وضحاها، أصبح العدو على مشارف بغداد، ولولا تدخل المرجعية المباركة، لكان داعش يجثم على صدرونا ويفصل رؤوسنا عن اجسادنا.
أما في المرة الثالثة التي اطعنا فيها قلوبنا! وركنا عقولنا ولم نسمع كلام المرجعية، عندما قالت استبدلوا الوجوه التي لم تجلب الخير للعراق فلا اعتقد يوجد لدينا عذر سوى قولنا إن الحب أعمى.
لولا لطف الله ووجود بعض القادة الوطنين في الدولة، الذين استطاعوا انتشال العراق من الضياع، وتخليصه من أربع سنوات سوداء أخرى، لكن بحكمة الحكماء وتوجيه المرجعية، تخلصنا من داعش، لكن الفساد لا زال ينخر بالدولة ومؤسساتها.
بعد أيام معدودة أمامنا فرصة تاريخية لتصحيح المسار الخاطئ الذي رافق العملية الديمقراطية منذ عام 2003 ولغاية الأن، من خلال الانتخابات البرلمانية، التي تجرى في الثاني عشر من أيار المقبل، فهل نفعل ذلك، فنحطم عروش الفاسدين على رؤوسهم ونكون كدها؟
أم نبقى نلهث خلف قلوبنا التي احبت من دون ضوابط، فنزيد بيوت الفاسدين عمران وعلوا؟
أصواتنا ليس ملكنا، ومن واجبنا ان نحافظ عليها، ونتأنى كثيرا قبل ان نضع صوتنا في الصندوق الانتخابي
بصوتنا نحفظ حقوق أجيالنا القادمة، ونحافظ على ثرواتها التي سلب الكثير منها، بسبب أخطاء ارتكبها الكثير منا، لكن لا تزال الفرصة سانحه أمامنا، والخيارات لغاية قبل الانتخابات هي خياراتنا، لذلك يجب ان نكون أشخاص حكماء في خياراتنا، ونختار الكفوء المجرب، او من نعتقد به كفوء، لكنه غير مجرب
والسؤال هنا
هل سوف نكون بقدر هذه المسؤولية, ونصوت للنزيه في يوم الانتخابات؟
نعم نستطيع وأحنه كدها.
خالد الناهي