اعترفت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البِنتاغون) على لِسان المتحدث باسمها، أن لديها قوات في اليمن تساعد في العمليات اللوجستيّة والاستخبارات، وفي تَأمين الحُدود السعوديّة، قائلة" لن نكشف عن حجم قواتنا الخاصة داخل اليمن ودعمنا للسعودية في حربها سيستمر".
وفي السياق ذاته، وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن وجود قوات أمريكيّة تنفذ مهام سِرية من دون عِلم جهات عديدة جنبا إلى جنب مع قُوَّات الجيش السعودي
وقالت الصَّحيفة في تقريرها “أنّ قُوّات أطلقت عليها اسم “القُبَّعات الخَضراء” انخرًطت في مَعارِك في شمال اليمن ضِد قُوّات “أنصار الله” الحُوثييّن”، وذكرت أنّ عَدد هَذهِ القُوّات يَصِل حاليًّا إلى 12 عُنصُرًا، تُنَفِّذ مهامها خاصَّةً، خَلف خُطوط العَدو حسب قولها
يشار إلى أن هذا الاعتراف الصَّريح والواضِح يأتِي بعد ثَلاث سنوات من الإنكار والاكتفاء بالقَول بأنّ الدَّور الأمريكي في حرب اليمن يَقتَصِر على تَزويد طائِرات حَربيّة سعوديّة بالوُقود في الجَو، وبَيع صفقات أسلحة وذَخائِر حديثة للمملكة، وتبادُل المَعلومات الاستخباريّة.
الجدير بالذكر أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أكد في أكثر من خطاب له بأن أمريكا شريكة اساسية وفعلية في العدوان وبشكل مباشر ، بل وإنها من تدير غرفة عمليات قوات التحالف الاجرامية التي ارتكبت المئات من المجازر البشعة بحق أبناء الشعب اليمني منذ بداء العدوان في الـ26 مارس 2015م، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً خلفت عشرات آلاف من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء.
وترتكز مهمة تلك القوات، وفقا لـ"نيويورك تايمز" على مساعدة القوات الأمريكية في تحديد مواقع وتدمير مخابئ الصواريخ الباليستية ومناطق إطلاق تلك الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في مهاجمة الرياض ومدن سعودية أخرى.
وقال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون أوروبيون للصحيفة الأمريكية إن مسألة إرسال تلك القوات لم يتم مناقشتها مع أية من الجهات المنوط بها مراجعة الأمر سواء في الولايات المتحدة أو الدول المعنية بالأزمة.
وقالت "نيويورك تايمز" إن إرسال تلك القوات يتناقض مع تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بأن المساعدة العسكرية للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، تقتصر على "الدعم اللوجيستي" من تزود الطائرات بالوقود وتبادل المعلومات الاستخباراتية العامة.
لكن، الصحيفة، قالت إنها لا تمتلك أية دلائل أو إشارات على عبور الكوماندوز الأمريكي الحدود إلى اليمن لتنفيذ أية مهام سرية أو عمليات خاصة.
وأشارت إلى أنه تم نشر تلك القوات على الحدود السعودية اليمنية في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، بعد أسابيع من إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا بالقرب من الرياض تم اعتراضه بالقرب من مطار الرياض.
وأوضحت الصحيفة أنه تم إرسال تلك القوات، بعدما جدد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، طلبا وعهدا قديما، قطعته الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن 6 من المسؤولين في الجيش الأمريكي وإدارة ترامب ودول أوروبية وعربية، قولهم إن القوات الخاصة الأمريكية، مهمتها الرئيسية تدريب القوات البرية السعودية لتأمين حدودها.
كما أوضحت أن "القبعات الخضراء"، كانوا يعملون بشكل وثيق مع محللي الاستخبارات الأمريكية في نجران، جنوبي السعودية، للمساعدة في تحديد مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية من اليمن إلى الأراضي السعودية.
كما يعمل الأمريكيون، وفقا للتقرير الأمريكي، مع طائرات المراقبة على جمع إشارات إلكترونية لتعقب أسلحة الحوثيين وأماكن إطلاقها.