في السابق كانت المنظمات الرياضية يتم دعمها والاستثمار فيها من خلال الأغنياء المنتمين لها ، ولكن في الوقت الحاضر تغير الفكر لدى المستثمرين ، و شهد قفزة هائلة في اهتمامهم بها وخاصة في كرة القدم ، ففي الوقت الحاضر ليس كل من يشتري النادي هو مشجع في الاساس انما هو مستثمر في نشاط النادي و تعظيم قيمته المالية و زيادة ارباحه و قيمة اسهمه في البورصات الدولية ، فالكل يدرك أن الاستثمار الرياضي يعد اليوم من أهم المجالات التي تسهم في تنمية الاقتصاد في الدول المتقدمة فالأمثلة كثيرة في دول كأمريكا وبريطانيا و اليابان على سبيل المثال لا الحصر على اعتبار أن لديها نشاطا رياضيا اقتصاديا يدار كقلعة صناعية متكاملة الاركان تحقق الارباح نتيجة تسويقها الناجح للرياضة....و يعد التسويق الرياضي وسيلة تحقيق اهداف الاستثمار ويعد احد اركان المنظمات الرياضية لتحقيق اهداف الاستثمار وهو استطلاع الرأي والاتجاهات السائدة في السوق ومن ثم توجيه المنتجات والخدمات الرياضية لتتوافر مع تلك الاتجاهات كما انه مجموعة من الجهود والأنشطة المستمرة والمتكاملة التي تسهل وتصاحب انتقال السلع والخدمات والأفكار من مصادر إنتاجها إلى مشتريها وبما يؤدي إلى تحقيق الأهداف والمنافع الاقتصادية والاجتماعية للمستهلك والمنتج والمجتمع .....ولو نظرنا الى الاستثمار والتسويق بعين ثاقبة في المنظمات الرياضية العربية فهو بعيد جدا عن مثيلاتها الاجنبية من حيث التطبيق والثقافة والحقوق الملكية فهي منظمات تقوم على نظام وقانون بعيدا عن العواطف والعلاقات الشخصية هذا هو سر نجاحها اما نحن فسر النجاح ان كان متواجد في الأصل فهو قد يكون مرتبط بمدى علاقة المنظمة مع تاجر او امير او نفوذ حكومية وهذا يؤدي الى انهيار في المستقبل القريب .لذا لا بد ان تكون هناك وقفة جادة بعيدة عن العلاقات سابقة الذكر حتى نضمن مستقبل مشرق فما حدث مع اللاعب الخلوق محمد صلاح النموذج العربي الفريد والذي خلق العديد من المشاكل للاعب وخصوص بعد تفاعل الاعلام مع مشكلته فيما يخص الاعلانات اثر كثيرا على ادائه في اخر مباراتان مع روما وتشلسي وسوف يؤثر على أدائه مع المنتخب المصري في كأس العالم وهذا ناتج قلة الوعي التسويقي لدى الاتحاد المصري لكرة القدم ....وكذلك من خلال خبرتنا في المجال الرياضي واطلاعنا على الاحداث الرياضية المرتبطة بالاستثمار والتسويق نرى ان السوق العربي خصب للاستثمار الرياضي وهذا تم استغلاله من الدول المتقدمة في المجال الرياضي فهي تستقطب اللاعبين المميزين وكذلك الجماهير العربية وتسويق منتجاتها في الدول العربية ...لماذا لا نفكر كما يفكرون ؟ لماذا هناك هروب من المستثمرين في نفس المجال؟ ولو نظرنا الى الدوري الإنجليزي نجد المستثمر العربي والأجنبي وخاصة من الدول الاشتراكية التي هي قريبة من النظم العربية لها حضور كبير في مستوى الأندية المتقدم لماذا؟ الجواب صعب ومحبط وهو باختصار لا توجد رؤية واضحة من قبل الدول العربية اتجاه الرياضة هل هي خدمة ام سلعة ام سياسية!!! ونحن لا نكتب للنقد ولكن للشواهد حتى نرتقي ونتطور ............دعونا نتوقف عند معوقات الاستثمار والتسويق بكل تجرد نجدها تقف عند...
• القوانين السياسية المقيدة لتملك الاندية والاستثمار الخاص في الانشطة الرياضية.
• ضعف البنى التحتية من منشآت وملاعب وأدوات وأجهزة وتكنولوجية وعدم مواكبتها المستوي العالمي في مجال إدخال التقنيات الحديثة في منظومة الادارة الرياضية.
• ضعف الكوادر البشرية العاملة في مجالات الإدارة والتسويق والقوانين الدولية في المجال الرياضي بكل عناصرها.
• قلة الخبرات في الاستثمار الرياضي للكيانات الاقتصادية الممولة للنشاط الاقتصادي مثال البنوك وشركات التمويل.
• عدم تكامل الدولة والقطاع الخاص في الخطط الاقتصادية العامة للدولة في الاستثمار الرياضي.
الحلول الغير تقليدية لنجاح الاستثمار في الرياضة العربية
تلافي المعوقات السابقة إضافة الى خلق وتفعيل الشراكة الدولية مع الكيانات الرياضية مثال الاندية و شركات الاستثمار والتسويق الدولية، ونقل الخبرات من عالم الاستثمار المتقدم و تفصيلها تدريجيا لملائمة المناخ الاقتصادي الخاص بالدولة و ذلك لتلافي الأخطاء، وكذلك الشراكة مع المنظومة التعليمية المتقدمة دوليا الخاصة بصناعة الرياضة و الاستثمار الرياضي مثال الجامعات و المعاهد المتخصصة .
أ.د. عبدالله عيد الغصاب
رئيس قسم التربية الرياضية
كلية التربية الأساسية- الكويت