القدس – عطوة رستم : قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الحكومة السويسرية بتقديم توضيحات رسمية حول تصريحات وزير خارجيتها ايجنازيو كاسيس، التي هاجم فيها استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، واتهاماته بأنها السبب في تأجيج النزاع في الشرق الأوسط، وأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها قسراً هو "حلم وغير واقعي".
وبناءاً علي تصريح ايجنازيو كاسيس، طالب عريقات، من خلال رسالة احتجاج رسمية وجهها إلى وزير خارجية سويسرا، بتقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني، ومعتبراً أن سويسرا اتخذت موقفاً غير محايد، وأن تصريحات وزير خارجيتها تخدم رواية الاحتلال كما تخدم أهداف إسرائيل والإدارة الأمريكية في تصفية قضية اللاجئين.
من خلال رسالته أعرب عريقات عن غضب الشعب الفلسطيني وقيادته من هذه التصريحات، واصفاً إياها بالإهانة المباشرة لشعبنا، مستغرباً أنها صدرت عن دولة تتغنى بالتزامها بقواعد القانون الدولي وقيم العدالة والحياد التي جعلت منها مقراً للمنظمات الدولية العديدة.
وقال في رسالته: "حق العودة للاجئ الفلسطيني هو حق غير قابل للتصرف ومحمي بموجب القانون الدولي، لكن الحلم الوحيد غير الواقعي هو إهدار كرامة الشعب الفلسطيني، وعلى حد تعبير زميلكم السويسري المفوض العام للأنروا بيير كرينبول، فإن الكرامة لا تقدر بثمن".
واعتبر عريقات هذه التصريحات خروجاً عن قيم سويسرا ومبادئها الراسخة في الدفاع عن حقوق الانسان والقانون الدولي، مذكراً بنصوص القانون الدولي الصريحة فيما يتعلق بحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولجنة الأمم المتحدة الفرعية المعنية بتعزيز وحماية مبادئ حقوق الإنسان بشأن رد المساكن والممتلكات في سياق عودة اللاجئين والمهجرين داخلياً، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وشارك عريقات وزير الخارجية السويسري تاريخ الأونروا العريق، وقرار إنشائها وتفويضها بتقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين حتى تمكينهم من ممارسة حقهم بالعودة إلى ديارهم التي هجرتهم منها إسرائيل قسراً إبان نكبة 1948.
وأكد عريقات في رسالته أن المشكلة لا تكمن في "وجود المخيمات أو استمرار عمل الوكالة" وتابع: "تكمن المشكلة في أمرين، الأول عدم محاسبة المجتمع الدولي لإسرائيل عندما أحدثت النكبة الأولى بحق الشعب الفلسطيني عام 1948، والتي أجبرته على إنشاء الخيام والمخيمات عندما شردت قسراً ما يقارب 957 ألف فلسطيني بالقوة، وثانياً في استمرار هذا الاحتلال غير القانوني الذي دام لأكثر من خمسين عاماً اليوم، وعدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية والسياسية في محاسبته وإنهائه طوال هذه السنوات. هذا تماماً "ما يفاقم النزاع في الشرق الوسط اليوم".
وجدد عريقات التأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض لتوطين و"دمج اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي يقيمون فيها" كما دعا لها كاسيس، وأردف: "ليست الأونروا فقط من يتمسك بالأمل، بل لا يزال الشعب الفلسطيني يتمسك بحقه غير القابل للتصرف بالعودة