كثير منا عندما يسمع كلمة (عاهر) يذهب فكرة مباشرة الى فتاة تبيع جسدها، مقابل مبلغ معين من المال، وبالتالي هي تعرض نفسها وجسدها كأي سلعة في السوق، وفي العادة يتحدد السعر وفق محددات كثيرة، منها طبيعة البلد، العمر، الجمال وغيرها من الأمور، وفي الغالب من يمارسن هذا الدور هن جاهلات في أمور كثيرة، وغير متعمدات الإساءة الى المجتمع، انما في الغالب هدفهن الكسب المادي
لكن الحقيقة ان رجعنا الى التأثير المجتمعي لهذا العهر، فهو الأقل ضررا، لكون تأثيره على فئات محددة، منطقة بالعادة ليست كبيرة، بعبارة أخرى يكون تأثيره فقط على المنحرفين.
هناك عهر يكون تأثيره عام وشامل، يكون هدفه خلق انحرافات بالمجتمع، وتضليل الرأي العام، بالإضافة الى العمل على تسقيط الوطنية في المجتمع، ورفع شأن المتطفلين والخونة فيه، مستغلين بذلك عواطف الشعوب، وميولهم العاطفية والعقائدية
عادة من يمارس هذا العهر، يختفي خلف يافطات وطنية، التي يستطيع بها التأثير على البسطاء من الشعب، الذين لا يستطيعون ان يروا الصورة بوضوح، ويحتاجون لمن يؤشر لهم ذلك، وبما ان هؤلاء الأشخاص يلبسون الأقنعة، دائماً هناك من يستمع إليهم
من يمارس هذا النوع من العهر، يمتلك كثير من المقومات والامكانيات، لكنه يفتقد لأمرين غاية في الأهمية، هما المروءة والضمير، واي أنسان يفقد لهاتين الخصلتين، تكون أكثر النساء عهرا، أشرف منه بكثير، لأنها تبيع جسدها فقط، وهو يبيع كل شيء، وما يجمهما فقط هو الحصول على المال
ان أبرز صورة للأقلام العاهرة، هي تلك التي تحاول أن تستهدف الرموز العراقية، والتي تمثل الخط الوطني، في وقت اخذ الكثير من الساسة محور معين ليلوذ به
وما الطريقة التي تناول بها بعض هؤلاء الكتاب (بائعي الضمير)، لزيارة السيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر الى دولة الكويت، ومحاولة ايهام الجمهور، بأن هذه الزيارة تمثل تنفيذ لأجندات أمريكية وسعودية، هي خير دليل على عهر هؤلاء الكتاب
ان استهداف الوطنين أصبحت سمة يمتاز بها هؤلاء، وان راجعنا كتاباتهم، تجدهم سابقا يتهمون السيد الحكيم بالتمحور الإيراني، ولو كانت زيارة الحكيم مثلا الى إيران لقالوا تخندق طائفياً
علما ان هذا الاستهداف لا يشمل السيدين فقط، انما يستهدف الخطوط الوطنية أينما وجدت، وحيثما كانت
لذلك لا نعجب ان شاهدنا هذه الأقلام تزيد من هجمتها قبيل تشكيل الحكومة، فأن ذهبت الحكمة مثلا مع الفتح قالوا إيرانية شرقية، وان ذهبت مع النصر وسائرون قالوا أمريكية سعودية وهكذا باقي الكتل الوطنية الأخرى
لذلك نحن نحتاج الى مجتمع واعي ومثقف، ليستطيع ان يشخص هذه الأقلام المأجورة التي باعت ضمائرها من اجل المال، والا سيكون لهؤلاء الأثر الكبير في فقدان البوصلة، وضياع الحقيقة لدى الشعب، وبالتالي يكون سببا في ضياع البلاد.