كشفت الكاتب الصحفي القطري عبد الله الملا بأن الامير السعودي عبد العزيز بن فهد نجل الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي ألقي القبض عليه في أعقاب هجومه على ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، محتجز في قصر “العوجا” بحي الخزامي في الرياض.
وقال “الملا” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:”مصدر خاص: صاحب السمو الملكي الأمير #عبدالعزيز_بن_فهد محبوس في قصر العوجا”.
يشار إلى أنه منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، اختفت أخبار الأمير عبد العزيز بن فهد، بعد إطلاقه تغريدة أثارت حالة من الجدل قال فيها:” الحمد لله الذي تفضل علينا بالحج، بروح بودع عمي سلمان وأسافر إن شاء الله، إن ما سافرت فاعلموا أني قتلت”.
وكانت هذه آخر تغريدة يمكن التيقن من صحة نسبتها إلى الأمير عبدالعزيز، نجل الملك السعودي الراحل فهد، حيث انتشرت التغريدة كالنار في الهشيم، وطرح المغردون التساؤل: من الذي يستهدف اغتيال الأمير؟، حيث لم يكن الجواب صعبا، فالخط الذي تبناه ابن فهد، عبر تويتر، خلال الآونة الأخيرة، يشي بتوجه معارض لسياسات فريق الحكم الحالي بالمملكة، الذي يحيط بولي العهد، والمرشح بقوة لتولي العرش، محمد بن سلمان.
وسريعا، نشر حساب ابن فهد تغريدة لاحقة، يحمد الله فيها على استرجاع حسابه من “القرصنة”، ثم اختفى الرجل من وقتها، لينتشر خبر آخر، لا تقل قيمته أهمية عن تغريدة ابن فهد الأولى، وهو وضع نجل الملك السعودي الراحل قيد الإقامة الجبرية.
وظلت التساؤلات قائمة حتى كشف حساب المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، عن أن ابن فهد اعتقل من قصره في جدة يوم الأربعاء الماضي على يد قوة تابعة لابن سلمان.
وأكد مجتهد أن ابن فهد كتب تغريدته المحذوفة عقب مجيء قوة ابن سلمان إليه، ثم وضع بعدها تحت الإقامة الجبرية، وهو في مكان غير معروف حتى الآن.
خطة ابن سلمان، بحسب “مجتهد”، مفادها أن لا تساهل مع المعارضين في آل سعود، ولا حصانة لهم من الاعتقال، حتى لو كانوا ممن تبقى من أبناء عبد العزيز. ويقول مجتهد إن “الإمارات وعرابها محمد بن زايد يقفون حول إقناع الفتى السعودي بهذا النهج التصادمي العنيف”.
تصريحات مجتهد يتسق معها حملة الهجوم الضاري الذي تبناه ابن فهد ضد ابن زايد، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه، خاصة أن الأخير يدعم تولي ابن سلمان للعرش بطريقة يراها العديد من أمراء آل سعود مخالفة لتقاليد وأعراف نقل السلطة تاريخيا بالمملكة.
يشار إلى أن قصر العوجا هو نفسه القصر الذي استهدفه إطلاق النار في شهر أبريل/نيسان الماضي، والذي زعمت الشرطة السعودية أنه ناجم عن استهداف طائرة مسيرة “درونز” حاولت الاقتراب من القصر.
وكان مصدر مطلع قد أكد بأن حادثة قصر الخزامي كانت عملا مسلحا لأهداف سياسية من دائرة الحكم وليس عملا إرهابيا عاديا أو واقعة طائرة “درونز” كما ادعت السلطات حينها.
وقال المصدر: “نجا ولي العهد من الهجوم الذي كان من الصعب نجاحه، لكن أصيب بذعر كبير، لم يكن يتصور وقوع عملية تستهدف القصر الذي يفترضه أنه المكان الأكثر حراسة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط. وأن يأتي من جهات عليمة بتحركاته، أي المحيط العام للعائلة والأجهزة الامنية”.
وأكد المصدر أنه “ترتب عن الهجوم تغييرا كاملا في حياة الامير بن سلمان، هناك صمت حول تنقلاته، وهناك صمت حول نوعية الحراسة التي يعتمدها وبالكاد هي سعودية فقد أصبحت غربية، ولا يرد على الهاتف شخصيا إلا في حالات نادرة حتى لا يعرف أحد بالضبط تحركاته ومكان تواجده”.
ووفقا لما نقلته صحيفة “رأي اليوم”، فقد قامت جهات غربية بتقديم نصيحة الى ولي العهد محمد بن سلمان، وطالبته بالتقليل من الظهور والتقليل من المبادرات وتجنب القرارات التي ستخلق له مزيدا من الأعداء داخل الأسرة الملكية ومحيطها ووسط الشعب. وطالبته بعدم التصرف مثل الملك الحقيقي للبلاد بل الانتظار حتى يتحول الى ملك.