خُلق الإنسان وكُلف بمسؤولية إستخلاف الأرض من خلال إحقاق العدل وبسط الأمن والأمان
ومع وجود حكم الفراعنة والطغاة الذي غير وجه الحياة من الأفضل الى الأسوء ليدفع المصلحين الثمن الباهظ بسبب تغير الموازين عند المجتمع لتكون هذه الموازين اشد وأكثر صعوبة في آخر الزمان عندما يصل الانحراف ذروته لتتغير الثوابت و القيم عند المنافقين ليبقى أخيار هذا الزمان صابرين على ما أصابهم ثابتين على موقفهم الرافض لنهج المنافقين ومن يشرع لهم من فقهاء السوء والفساد وما تعرض له المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني من ظلم واضطهاد وقتل لإنصاره بسبب رفضه للطائفية والتكفير ودعوته الصريحة للأخوة في الوطن الواحد ولم الشمل ولإعتداله ووسطيته المبنية على أسس ربانية ورسالية ..
وهذا ما أشارله المرجع الصرخي الحسني في محاضرته الثانية من بحثه الموسوم ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي للعقائد والتاريخ الإسلامي, أشار إلى هذا المعنى حيث قال ...
((الرسول نصحنا بأنّ لا مقام للأخيار في مجتمع السوء!!! الرسول الأمين (صلى الله عليه وعلى آله)، الذي لا ينطق إلا عن وحيٍ يوحى، أرشدنا ونصحنا وأمرنا بالهرب والعزلة!!! فلا مَقام للأخيار في مجتمع السوء الذي فَقَدَ القِيَمَ والأخلاقَ !!! وطُبِع على الذُّلِّ والسَوْءِ والفحشاءِ والكَذِب والنِّفاق!!)).
ليكون السبب واضحاً للعيان بعدم وجود مقام للأخيار في مجتمع السوء, فالمجتمع الذي يقتل فيه الأبرياء على الظن وعلى الهوية وبفتوى وغطاء من المرجعيات الكهونتية كيف يكون مجتمع صالح أو بيئة صالحة للأخيار ؟ كيف يسمح هذا المجتمع الى فقهائه أن يأخذوا الرشا من المحتل الأمريكي الغاصب ليعملوا على تغيير سنن الله سبحانه وتعالى ويكذبون علناً ويفسدون في الأرض ويشرعنون للمفسدين كيف لهذا المجتمع أن يتقبل الأخيار ؟ كيف يسمع النصح والإرشاد والتوجيه ويقبل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
فمثل هؤلاء الأخيار سيكون حالهم كحال أنصار المرجع العرلقي الديني السيد الصرخي الحسني الذين تعرضوا للإبادة والقتل والإعتقال حتى مُثلَ بجثثهم الطاهرة لأنهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر, فأهل آخر الزمان مصداقاً حقيقياً لمقولة " الناس على دين ملكوهم " فبما إن ملوكهم ومراجهم فاسدون ومفسدين فمجتمع آخر الزمان كذلك ولا يقبلون بالأخيار
مها محمد البياتي