لعل من أخطر مايستعمله أهل الأهواء والمنافقون وعباد الشهوات من المتدينين والطاعنين في الدين لأجل تكريس الباطل وتعميمه ,وإبطال الحق وتوهينه، وتطويع الدين وتمييعه، ليتفق مع أهوائهم الضالة، وشهواتهم الفاسدة ,هو الفساد والافساد وتشريعه والشكيك بالثوابت والمعتقدات وايهام الناس بان المسلمين هم وحدهم من لهم الاحقية التكلم عن الأسلام وقولهم انه لا كهنوتية في الأسلام ,وهي كلمة حق يراد بها باطل، حيث يجعلون حمى الإسلام مباحاً لكل دعي ودخيل، ويجعلون لأنفسهم الحق في الكلام عن الحلال والحرام، وانتهاك حرمات الشريعة، وهم من أجهل الناس بالشريعة وأبخسهم بضاعة، مع ما هم عليه من انحرافات فكرية وسلوكية، فجمعوا بين الجهل والهوى، وهما أجماع سبب ضلال الخلق، وبعدهم عن الهدى ودين الحق.وهذا مما اشار اليه الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية وربطها بالواقع الحالي حيث الممارسات المهينة التي يتبعها هؤلاء ممن يسمون انفسهم متدينين حيث ذكر قائلا الى واقع عوام المسلمين في هذا الزمان الذين يشبهون عوام اليهود بخصوص فقهاء السوء” عرفوهم بالاباحيات بالافلام بالفيديويات بالممارسات اللا اخلاقية التي انتشرت في كل مكان وشاعت بين الناس في المحافظات الوسطى والمحافظات الجنوبية من الوكلاء والمعتمدين من ما يسمى بالمراجع والمعممين
ولعل اخطر مسالكهم في تبرير فسادهم والسعي لفساد الخلق أتباع التغرير وايهام الناس بما يعتقدونه واضفاء صفة الشرعية عليه حيث يكون لديهم مقررات سابقة، وأحكام مبيتة، يريدون تبريرها وإقناع الناس بها، فيأتون إلى نصوص الكتاب والسنة، وإلى أقوال الأئمة، لا ليتعرفوا على حكم الله تعالى من خلالها، ولكن ليحرفوها ويلووا أعناقها ويئولونها على غير المراد بها، لتتفق مع ما في نفوسهم من أحكام وقناعات سابقة ....وقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة في التحذير من الأئمة المضلين، والجهلة المتفيقهين ، والمتصدرين للفتوى وهم ليسوا من أهلها، ولهذا أمرنا الله تعالى بسؤال أهل الذكر خاصة فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون}[الأنبياء/7]، وأهل الذكر هم العلماء الراسخون، الذين شهدت لهم الأمة بالعلم والإمامة في الدين، أما أدعياء العلم، وأنصاف المتعلمين، والمتطفلون على موائد العلماء، فليسوا أهلاً لأن يستفتوا ويصدر عن رأيهم، وبخاصة في الأمور العامة التي تمس مصالح الأمة...وكيف يشرعن الائمة المضلون لاهل الباطل وهم اشد مايكونوا فساق هذا الزمان وهذا ماوأضحه الصرخي ايضا في سياق الرواية قائلا( ان من يكدس الاموال ويرتكب المحرمات ويشرع الاحتلال ويسلط الفساد هو فاسق حتى لو لبس عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء هذا خلال قراءته للمقطع من الرواية (ﻭﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺑﻤﻌﺎﺭﻑ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﺳﻖ)
والنبي صلى الله عليه واله وسلم يحذر من هؤلاء تحذيراً شديداً فيقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا..
والواقع يشير الى مثل هؤلاء حيث الفتوى التي قصمت ظهر العراق وقتلت ابنائه وفرقت وشتت الاهلون وزرعت بذور الطائفية فيما بينهم بسبب ائمة الظلال وفتاوى الجحيم والنار
(ممكن ان تقول من اليسير ان يدخل الجمل في ثقب الابرة ولكن من العسير ان يدخل "ائمة الضلال والاضلال " ملكوت الرب!).
هيام الكناني