ايران دولة جارة تربط العراق بها حدود ممتدة من شماله حتى جنوبه، قواسم سياسية و استراتيجية بين البلدين، الكل يعرف دورها المحوري في الحرب ضد عصابات داعش، سواء كان لدفع الخطر عن حدودها او مساعدة للعراق.
اليوم وبعد انتهاء ازمة داعش، وفي ظل الظروف المتوترة بين امريكا وايران، تطورت هذه الازمة الى فرض عقوبات كبيرة، من قبل ادارة ترامب على ايران، عقوبات ادنى تشبيه لها انها لا تختلف كثيرا عن حصار تسعينيات القرن المنصرم على العراق، حظر التعامل بالعملة الصعبة منع تصدير النفط، ايقاف الشركات العاملة و اخراجها من الاراضي الايرانية، وغيرها الكثير الذي يعني انها خطوات تجويع للشعب الايراني، و إضعاف حكومة التي شاغبت امريكا كثيرا، ومن الجدير بالذكر ان هذه الاجراءات المجحفة تأتي في فترة مباحثات دول ال5+1 بعد الاتفاق النووي بين هذه الدول وايران.
انتظرنا موقف دول الاتحاد الاوربي الذي كان خجلا كثيرا، فهو لا يستطيع ان يرجع الشركات الى هناك فيخالف الدولة الاقوى (امريكا)، ولا يوجد بيده حل ليقدمه الى الدولة التي اتفق معها، منذ فترة قريبة حول تخصيب اليورانيوم.
دول الخليج فهللت فرحا بخطوات ترامب، فكيف لا تفرح دول تعتقد ان ايران اكثر من اسرائيل خطرا عليها، فهي تعاني وتدفع الاموال الى الرئيس المعتوه دائما، من اجل إنقاذها من خطورة ايران ومحور المقاومة، فكلما تشكل اتحاد خليجي للسيطرة على دولة معينة جوبهت بدعم ايراني لهدفها، كما حصل في سوريا واليمن والعراق، فهذه الدول رفضت العقوبات الامريكية ضد من دعمها الا العراق الذي لم يكن واضحا بذلك،
العراق وعلى لسان رئيس وزرائه حيدر العبادي، قالها بالنص "اننا لا نتفاعل مع العقوبات ولكننا سنلتزم بها"، وهو موقف غريب و مضحك لان هذا التصريح لا يفهم منه الا خضوع العراق لأمريكا، الشيء الذي صدم حكومة ايران التي كانت تعول على جارتها العراق كثيرا، لاسيما كثرة المواقف الداعمة لحكومة العبادي في فترات مختلفة، لكن ثمن الولاية الثانية بمباركة امريكية اهم من تلك المواقف، دور الجارة ايران في فترة الحصار ابان حقبة حكومة صدام، الذي كان رافضا لتجويع الشعب العراقي بغض النظر عن الحكومة الظالمة آنذاك، زعماء ورؤساء الاحزاب والشخصيات العراقية كان ردهم معاكسا لرد العبادي، اي انهم رفضوا رد الحكومة وأعلنوا تضامنا تاما مع ايران.
النتيجة ان الحكم عقيم وتجديد الولاية والبقاء بالتبعية، لازال يراود من في الحكم متى سنصبح معية لا تبعية لأي دولة كانت؟، فهل مصالح الاشخاص واطماعهم تحول الان دون اتخاذ موقف صارم؟ حكومة العراق ذهبت بعيدا بسبب البعض كما يحب ان يسميها صاحب الموقف الحازم والقوي.
نور الدين الخليوي