لقد لامست قطرات خنصرها، وتزحزحت مع انكسارت شعرها، وروضت نفسي ان أصرخ بهدوء، وارقص بكبرياء، وانام في شك اليقين، واغني مع العطاشى والجياع، ملحنا اهات الروح، ومجريات التعصب، ومؤامرات التفرد.
ثملت يوما ورأيتها بحاجة إلى ماء لترتوي، وإلى ضياء لتنير لي قراءة الكتاب، والى عمل من اجل لقمة رغيف، تفآجأت وقلت ذلك الخمر مغشوش.
عدت إلى ثمالتي الصاخبة فوجدت جماهير غاضبة، كوني لم اوفر لها ما طلبت، رأيت من يحاول أن يكسب لها الماء والضياء والعمل قد تم قتله وسحقه واتهامه بإنه مخرب!
قلت: كلا الخمر ليس مغشوشا، إنما هنالك قاتل قديم يحاول تجديد اضطهاده لها.
لذلك؛ اعلنت شراستي واجهزت بكل ما امتلك من ادلة وبراهين لاعلاء صوت الحق بوجه الطغاة، واردد هتافات التحريض مبينا كيفية إدارة المال مع السلطة، لبناء الإمبراطوريات العظمى، وحماية الشركات الكبرى.
ثم رأيت المسبب يزورها ويرقع لها الحلول ويصفق له المختل، علمت أن من حرق اوراد حدائقها، وشموع دربها كان ليهيأ الاجواء في إبادة حقوقها.
قلت كفى لابد للإنسانية ان تعاقب المسبب، وقاتل من طالب بحقها، وأن تكون صرخة واحدة في التضامن والتبرع من اجل إسعاف الجرحى واستعادة حقوقها من ماء وضياء وعمل.
لا تحزن يا بلدي إن قتلتك الديمقراطية، وعاثت فسادا بك الرأسمالية، وطعنتك برغيفك الامبريالية، وتحول قضائك إلى سلطة العشيرة، حتى توسد السيف على رقاب الأعزة، لكن خنصرها سيبقى شعارا يهز عروش الطغاة.
حسام عبد الحسين
