دموع على شاطىء بحر ترسم بلدا مستباحا، وموسيقى السماء تواسي ارواح الثكالى، وريشة رسام تخط على رغيف لوحة رصيف محترق، وجمرة اداعبها فوق كفي فيها حبائل كبرياء مقهور، وافاعي تبتسم في خاصرة الوطن، تبعث رائحة اقصاء همجية، وتمد العنفوان من سذاجة الفكر، فترتع حثالات مصنوعة من زيف الاقدار ليخلق غطاءا من ظلام يعم ادمغة الحياة، حتى خلقت الشمطاء من ذلك الظلام، فناداها البعض بالشقراء، حيث تراشقت النشوات في الفضاء، وتمايلت الشقراء في السكر العتيق، وافرز الجسد فرائس الغضب، حتى كانت نشوة الشفاه تشتاح جرم السماء، وكان الخلق يسير في وهم اليقين المنصرم، واعتادت السيادة ان تتمايل في غرائز القداسة.
ثم كتبت الدموع من تراب الشاطىء اعظم الاسرار، ووضحت كيف تفنى الشعوب، وكيف تعتلي خرافة قمم القيادة، حتى يسود الغلمان عروش الرئاسة، وتضمحل الكرامة في مدن الاضواء الزائفة، ويقتل الشهيد برصاصة غدر ساخرة، ويبقى دمه شعارا يتغنى به قاتله مع خادعه، ويثبت السلطان ملكه في ذريته، ويضحى الفرات علقما في افواه الاباة.
اليوم تراشقت الشمس مع نخب الطبيعة كأس الانتخاب، وانعكس المجتمع عن اصل الحقيقة، وولد الهرم من رحم الذكاء، وانصاعت الاقدار نحو صراع الابادة، لذا؛ صارت السعادة تهوى نصوص الابادة، ونبض الفؤاد يلحن توحد الالهام، وصراخ الايتام من هول النضال، واغتصبت اجساد الثكالى على قبر من توسد تحت التراب، يستنشق انفاسه سرا، ويداري قاتليه صبرا، ويسير بين الاشجار هاربا، لكنه منتظر خفايا مكنون ازلي؛ ليضج ثائرا.
دموع وطن مستباح تعانقت مع موسيقى السماء، وصارت ريشة الرسام جذور العناق، والرغيف زهرة الحرية، وانصاعت الجمرة في امواج الشك الهائلة، وفنيت الشقراء بعد قتل السيادة.
حسام عبد الحسين