تصاعد النقاش في دوائر الخبراء والباحثين في إسطنبول، عن الطريقة التي حصلت فيها تركيا على تسجيلات وفيديو لعملية قتل وتعذيب الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض في إسطنبول، خصوصا بعد أن نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر تركية أن أنقرة أعلمت واشنطن بحصولها على مثل هذه التسجيلات والفيديوهات.
وقال خبراء في أمن الانترنت أن الاحتمالية الأكبر هي أن السلطات التركية حصلت على الفيديوهات والتسجيلات من خلال اعتراض بث مباشر (Streaming)، كان يتم إرساله من مكان العملية إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يبدو أنه أراد متابعة التحقيق مع خاشقجي أولا بأول.
وقال الخبراء، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع، إن أي دولة تمتلك بالتأكيد أجهزة قادرة على اعترض المراسلات والبث المباشر.
ولدى سؤال "عربي21" للخبراء عن سبب تأخر تركيا في إعلان امتلاكها لمثل هذه الأدلة، رأى بعضهم أن السبب سياسي لأن الدولة لا تريد كشف أساليبها في التجسس على السفارات الأجنبية، لكن خبراء آخرين قالوا إن تحليل الرسائل والبث المباشر التي يتم اعتراضها يحتاج إلى وقت، خصوصا أن السفارات والمباني المهمة تستخدم غالبا طرقا عالية التقنية لتشفير المراسلات.
وكانت "واشنطن بوست" قد نقلت عن مصادر تركية قولها إن أنقرة أعلمت الولايات المتحدة أنها تمتلك تسجيلات صوتية ومصورة "فيديو" لعملية تعذيب وقتل خاشقجي، كما أنها تمتلك على الأقل اتصالا هاتفيا واحدا من هاتف لشخص كان موجودا في القنصلية أثناء تنفيذ العملية.
وإذا صحت تحليلات الخبراء فإن هذا يفتح الباب واسعا على الطريقة التي ستتعامل بها أنقرة مع هذه المعلومات، فهل ستعلن بشكل واضح أن محمد بن سلمان نفسه كان يتابع العملية ما يعني أنه المسؤول المباشر عنها؟ ويبدو أن هذا الأمر هو ما يؤخر إعلان تركيا عن روايتها الرسمية للحادثة، بسبب ما قد تسببه هذه الرواية من تداعيات على المستوى الدولي إذا ثبت أن ابن سلمان كان المسؤول عن العملية.
وعلى صعيد متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن تركيا تدرس مع واشنطن الموعد والطريقة المناسبة للإعلان عن الأدلة التي بحوزتها عن تعذيب وقتل خاشقجي.
وكانت "واشنطن بوست" أكدت في وقت سابق أن الاستخبارات الأمريكية اعترضت مراسلات واتصالات تفيد بأن السعوديين كانوا يخططون لاستدراج خاشقجي للسعودية، وأن هذه الخطط تمت بأوامر عليا من ولي العهد محمد بن سلمان، وهي معلومات إذا ثبتت فإنها ستعني أن ابن سلمان قضى على إمكانية قيادة بلاده في الساحة الدولية، بحسب السيناتور الجمهوري الأمريكي المخضرم ليندسي غراهام.