يبدو أن مقالنا الأخير حول ما يحدث في القنصلية العامة المغربية بتورينو أحدث زلزالا كبيرا داخل أروقة القنصلية ، لدرجة أن الموظف المحلي عبد الهادي الذي يتصرف في القنصلية حسب العديد من الشهادات الصوتية التي بين أيدينا كقنصل عام عوض أحمد خليل ، كتب شكاية رسمية بتهمة تسريب المعلومات للإدارة العامة للموقع الإخباري* الشروق نيوز 24 * بالفاعل الجمعوي والإمام بأحد المساجد الموجودة بمدينة تورينو، السيد بحر الدين بطبيعة الحال بموافقة رسمية من القنصل العام أحمد خليل ، وعرضها على جميع الموظفين المحليين العاملين بمختلف أقسام القنصلية من أجل توقيعها ، لكنهم جمعيهم رفضوا التوقيع عليها !! السؤال المطروح لماذا رفض كل هؤلاء الموظفين التوقيع على الشكاية الرسمية ضد الخبير في الشأن الديني بجهة البيومونتي ؟؟ ولماذا السيد القنصل العام أحمد خليل يساير كل خطوات عبد الهادي بالقنصلية ؟؟
الجواب بكل بساطة على هذه الأسئلة ؟؟ ، هو أنه حين تم إعفاء القنصل العام السابق السيد إسحاقي عبد العزيز من مهامه على رأس القنصلية العامة المغربية بتورينو بعد نشر الفيديو على اليوتوب تحت عنوان * CONSULAT DU MAROC TORINO * والذي يظهر بشكل رهيب كيف كان يسب يشتم السيد القنصل العام السابق إسحاقي عبد العزيز أفراد من الجالية المغربية وأغلبيتهم نساء ، وكان مسنودا في هذه الحادثة بالموظف المحلي عبد الهادي الذي قال بصوت عال لأحد المهاجرين بالدرجة العامية المغربية : { ما ينفعكش لا الملك محمد السادس ولا وزير الخارجية } ، موظف محلي يتجرأ بكل وقاحة على رئيس الدولة المغربية الملك محمد السادس وعلى وزيرخارجيته الذي كان أنذاك صلاح الدين مزوار ، الرئيس السابق للتجمع الوطني للأحرار ، دون أن يعاقب !! بخلاف السيد القنصل العام إسحاقي عبد العزيز تم إعفاءه بشكل مباشر !! من يكون هذا عبد الهادي ؟؟ حتى لا يعاقب بشكل جزري ليكون عبرة لمن يتجرأ على الملك محمد السادس ؟؟ أمير المؤمنين وحامي الملة والدين والراعي الأول لأفراد الجالية المغربية بالخارج ...
السيد القنصل العام السابق لتورينو قال بالحرف الواحد للسيد أحمد خليل ، القنصل العام المعين الجديد في مراسيم تسليم مفاتيح القنصلية المغربية بتورينو : { إلا بغيتي تاكل لفلوس مزيان هنا خلي عبد الهادي في الواجهة يدير كل شيء } ، يعني بصريح العبارة السيد السيد القنصل العام أحمد أخذ بالكامل بنصيحة القنصل العام السابق إسحاقي عبد العزيز وترك في الواجهة لإدارة القنصلية ، الموظف المحلي عبد الهادي من أجل جمع ما أمكن من المئات الآلاف من الأورو في فترة ترأسه الإدارة العامة للقنصلية بتورينو..
وما يؤكد هذه الحقيقة هو أن حرم عبد الهادي تشتغل في الكتابة الخاصة للقنصل العام أحمد خليل ، وهذا في حد ذاته خرق للقوانين الداخلية بالقنصليات المغربية بالخارج ، لأنه حسب قوانين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لا يمكن تشغيل موظفين من عائلة واحدة في مصلحة قنصلية مغربية واحدة بالخارج ؟؟ بل الأدهى أن زوجة عبد الهادي تتقاضى مرتب شهري أعلى من الموظفين المحليين الآخرين ، وتظل طوال الوقت لا تجيب على مكالمات المهاجرين المغاربة الذين يتصلون بالقنصلية ، وتبقى طيلة ساعات العمل تقلم أظافرها ، وتزين شكلها الخارجي ..
الغريب في الأمر ، أن زوير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ، السيد ناصر بوريطة منذ تعيينه على رأس الوزارة وهو يطير على متن الطائرة من قارة لأخرى هنا وهناك من أجل الدفاع عن القضية الوطنية والترويج للنموذج المغربي في الحكم الذاتي والجهوية الموسعة من جهة ، ومن جهة أخرى إفشال مخططات العدو الجزائري وجبهة البوليساريو التي لا تنتهي في المحافل الدولية ..
لكن الموظفين الساميين بالخارج التابعين لوزارته ، لاسيما القناصلة منهم يعملون ليل نهار على هدم البيت الداخلي للوزارة بإرتكابهم لمختلف أوجه الفساد المالي والأخلاقي داخل مصالحهم القنصلية وممارستهم اليومية لأبشع الإنتهاكات الخطيرة لمبادئ حقوق الإنسان العالمية ولحقوق المواطنة الكاملة ..
وبالتالي فحين نكتب عن هذه الإختلالات والإنتهاكات الموجودة في القنصليات المغربية بالخارج ، ليس بقصد التشويش على عمل الوزير والمسؤولين بالوزارة الوصية ،وإنما نضع التوجيهات الملكية السامية أمام أعيننا ، لأننا نعتبرأنفسنا الأعين الخفية التي لا تنام وجنود الخفاء لجلالة الملك محمد السادس بالخارج وحواريي وزير خارجيته ، الأستاذ ناصر بوريطة الذي يحاول على قدر الإمكان تنزيل السياسة الملكية على أرض الواقع ولاسيما بالقارة الأوروبية وإفريقيا ..
والقنصلية العامة المغربية بتورينو نموذج القنصليات التي تعشش فيها الإختلالات المالية والفساد الأخلاقي والإنتهاكات الخطيرة لمبادئ حقوق الإنسان العالمية ولحقوق المواطنة الكاملة ، هناك موظفين بمختلف مصالح القنصلية يعاملون معاملة العبيد ولا يستطيعون التكلم خوفا من فقدان وظيفتهم ، بتزكية مباشرة من القنصل العام الحالي ..
السيد أحمد خليل الذي أخذ مشعل الفساد المالي والأخلاقي من القنصل السابق إسحاقي عبد العزيز الذي أعفي من مهامه بعد نشر الفيديو المعلوم على موقع التواصل الإجتماعي اليوتوب ، والذي يسمع فيه صوت الموظف المحلي عبد الهادي وهو يتجرأ على جلالة الملك محمد السادس ، والذي سننشره حاليا دون التعليق عليه ، لهذا يطرح السؤال التالي لماذا أعفي السيد إسحاقي عبد العزيز من مهامه كقنصل عام للمملكة بتورينو ؟؟ ولم يتخذ أي إجراء قانوني ضد المدعو عبد الهادي ؟؟
للتذكير أن عملية الإختلاس المالية الكبيرة التي وقعت مؤخرا بالقنصلية العامة المغربية بتورينو ، بالضبط السنة الماضية وراح ضحيتها المحاسب السيد لمرابط عبد المجيد ، لم يكن لوحده في عملية نهب المال ، بل هناك أشخاص آخرين بما فيهم مسؤول بنكي كبير بمدينة تورينو ، ولجنة التفتيش الوزارية التي حلت بالقنصلية كان كل أعضائها من مديرية الشؤون القنصلية والإجتماعية التابعة لوزارة الخارجية ، والتي يرأسها حاليا السفير محمد البصري الذي كان إلى وقت القنصل العام للمملكة المغربية بروما ، لم يقوموا بعملية التحقيق في عملية الإختلاس المالي ،بل قاموا بتأطير الموظفين العاملين بمصلحة الجوازات حول آخر المستجدات في جواز السفر البيوميتري ..
لهذا في مقالاتنا سنتطرق لتحليل عملية الإختلاس المالي بالتفاصيل نظرا للمعلومات الجديدة التي حصلنا عليها مؤخرا ، ولا سيما تحليل ما جاء في شريط الفيديو الذي أعفي بسببه القنصل العام إسحاقي عبد العزيز ...وبقي الموظف المحلي المدعو عبد الهادي في مكانه , بل أصبح جنكيز خان في القنصلية العامة المغربية بتورينو حسب آخر التغريدات في الفيسبوك ...
فرحان إدريس ....