تعد شريحة الشباب هي الأمل في كل الأمم حاضرًا ومستقبلاً لأن بالشباب تبنى وتنهض الأمم والشعوب وتبنى الحضارات وتتطور المجتمعات لأن هذه الشريحة هي الأكثر تحملاً مسؤولية في كل أمور مجتمع معين أو أمة أو دولة فهؤلاء يكونوا الحصن في الدفاع عنه إذا تعرضت إلى إعتداء أو حرب فإن المجتمع يلوذ بهم ويكونوا هم في مقدمة المضحين وهم من يبادر إلى ذلك الأمر وبنفس الوقت إذا كانت الأمور تتعلق بعقيدة أو خطر من تيار فكري مشوه فيه خطر ملموس على المجتمع فكلما كان الشباب متحصنين فكريًا وروحيًا ومستعد لمواجهة الإنحراف فإنه سوف يكون بالمرصاد لهذا الفكر أو الحركة الشاذة وهنا نأخذ نموذجًا رائعًا حيويًا قد أثبت وجوده بالقول والفعل خلال مسيرة الحياة وما يمر به المجتمع العراقي على نحو الخصوص حيث الأعاصير الفكرية والحروب الطاحنة والإرهاصات السياسية التي مر بها المجتمع العراقي حيث الفتن والقلاقل والتيارات المشبوهة والحركات الدينية الشاذة وانتشار العقائد الفاسدة والتنظيمات الإرهابية المدعومة من بلاد الغرب والشرق وأعداء الإنسانية .
فإن نموذجنا هو الشباب المسلم الواعد الذي يعد النواة التي فيها الأمل للإصلاح وتحقيق مجتمع إسلامي يتحلى بأخلاق الإسلام الأصيل مجتمع يعي حجم مسؤوليته التاريخية والشرعية والأخلاقية والاجتماعية في إيصال الفكر الإسلامي الحصين والمتصدي لكل الشبهات مجتمع متحصن بالعلم والأخلاق الإسلامية قد أخذ فكره وعلمه من المنبع الصافي ونشر الفكر الإسلامي الرصين نهج محمد المصطفى وآله الأطهار وصحبه الميامين-عليهم أفضل الصلاة وأشرف التسليم-وهذا ما لمسناه خلال هذه الأيام حيث الملايين من المحبين والموالين للإمام الحسين-عليه السلام-متوجهًا لإحياء زيارة الأربعين فنرى أن أبناء الشباب المسلم الواعد شبابًا وأشبالا نرى منهم كيف يقوموا بتزويد الزائرين بالغذاء الفكري والروحي وتقديم لهم الوعي والإرشاد الديني وكانت بمقدمة ما يقومون به فعاليات دينية من مهرجانات ومواكب منظمة تعكس الفكر الحسيني الأصيل إضافة إلى إعطاء مقتبسات من أفكار المحقق الأستاذ الصرخي الحسني وبالأخص من المحاضرات العقائدية التي ناقش فيها الأفكار المتطرفة أفكار التيمية وغيرهم وكذلك مقتبسات من بيان (محطات في مسير كربلاء ) الذي يعد دستورًا للزائر الذي يريد إحياء الثورة الحسينية التي هدفها إحياء فرائض وشرع الله ومنها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهنا أحد المحطات المباركة من بيان (محطات في مسير كربلاء): (المحطة الثالثة :
والآن ايها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسأل فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة إلى الله تعالى أو لعلهم يتقون
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
وبهذا سنكون إن شاء الله في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك ،
فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس.
ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين،
قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.............)
رابط بيان رقم -69- محطات في مسير كربلاء
goo.gl/XTvQ2g
....... بقلم: سليم الحمداني