الإنسان بلا عقل كالطعام بلا ملح ، و الإنسان بلا فكر كالجسد بلا روح، فلا غنى له عن العقل و الفكر، فالعقل المحرك و الموجه الأساس نحو بناء الشخصية المتكاملة و إقامة أسس الحياة فالعقل منبرها الأول ، و أما الفكر فهو زينة الإنسان المثقف الواعي و أداته نحو مستقبل أفضل، الفكر صدى الحق و زاد المثقفين المتحضرين، وفق الحضارة و الثقافة التي شيد أصولها ديننا الحنيف لا التي جاءتنا من وراء الحدود يقودها إبليس و أعوانه الدجالين و تحمل معها ألوان الفساد بكل ما تعنيه هذه المفردة التي أصبحت تشكل بضاعة تعتمدها النفوس الضعيفة التي تعتاش على فتات موائد الجهل و التخلف و الانحطاط الأخلاقي و بيوتات الرذيلة ؛ لأنها تجاهلت صوت العقل و لغة الفكر المستقيمة و أخذت تلهث خلف مغريات الدنيا الفانية، فمن هنا نستطيع القول أن العقل و الفكر وجهان لعملة واحدة عملة الإنسان الصالح المدرك الواعي فلا يمكن الفصل بينهما وبأي حال من الأحوال ولو صح التعبير فيمكن أن نصف العلاقة القائمة بينهما بالمشتركات، فلو انقاد كل منا إلى حكم العقل و عمل بما يمليه عليه فكره السديد و تجردنا عن الطائفية و المذهبية فيقيناً أننا سوف نحيا حياة التسامح و التعايش السلمي و الأمان و نكون حقاً عندها المصادق الحقيقي للجسد الواحد من جهة، و نستطيع مواجهة الفكر بالفكر و بالعقل وأحكامه و توجيهاته القيمة بل و حينها نكون على أتم الاستعداد للقضاء على التكفير و الأفكار المتطرفة و السموم الفكرية القاتلة و نضع حداً لسفك الدماء و انتهاك الأعراض و الإبادات الجماعية التي لا ترحم الطفل الصغير ولا الشيخ الكبير فالكل في خانة الإرهاب و التكفير فأصبح هذا الخط المارق من الدين وكما يمرق السهم من الرمية وبالاً على الأمة و سرطاناً ينخر في جسدها لأنهم تركوا العقول و الفكر و انتهجوا الكفر و التكفير و منهج كل دجال يعبد النفس و الهوى و بغية القضاء على هذا الخط البعيد عن قيم و مبادئ رسالة السماء فقد تعالت الأصوات العقلائية و الفكرية المطالبة بالتصدي له وكل من موقعه من أبناء المجتمع و في طليعتهم الأستاذ المهندس الصرخي الحسني الذي طالب المجتمع بضرورة تحرير العقل و الفكر فهذه الدعوة الإنسانية جاءت في المحاضرة (15) من بحوث تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي بتاريخ 7/10/2016 حيث قال : (عليك أن تعمل في رضا الله تعالى وتكون الغاية رضا الله سبحانه وتعالى، لا تخاف، لا تتردد، قل الحق، احكي الحق، اكشف الحق، لينتهج السني منهج التشيع ويكون شيعيًا وينتهج الشيعي منهج التسنن ويكون سنيًا، ماذا يضرّك وماذا يضرّني؟ كلنا سنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، لكن حرر العقل، ليكن الشيعي سنيًا ويحترم أهل البيت ويحترم أتباع أهل البيت، وليكن السني شيعيًا ويحترم الصحابة ورموز الصحابة ويبتعد عن الفسق والسب والفحش واللعن، كما أنّ الشيعي عندما يكون سنيًا ويصير سنيًا ليبتعد عن الاتهامات الفارغة والفحش والسب والتكفير وإباحة الدماء وسفك الدماء والأعراض والأموال، لنعمل على تحرير العقل، تحرير الفكر بغض النظر عن المذهبية والطائفية والمناطقية والعرقية والقومية. انتهى ) . إذاً لنكن قولاً و فعلاً سائرون على طريق العقل و الفكر و لا نكون عبيداً للنفس و الهوى و لا متخذين من مرتزقة الفساد و الإفساد و القتل و سفك الدماء أولياءاً لنا في الدنيا و لا في الآخرة .
https://e.top4top.net/p_1032pder32.png?fbclid=IwAR0GlY5YSgRVOfvrW5WKiYi0...
بقلم /// الكاتب احمد الخالدي