(صنعاء: رأفت الجُميّل )إحتفت الكاتبة والأديبة الواعدة سارة فهد أبو راس، بالعاصمة صنعاء صباح اليوم، بميلاد مجموعتها القصصية (صراخ غير مسموع)، والتي تعد باكورة إنتاجها الأول.
وتحتوي مجموعة (صراخ غير مسموع)، على 29 قصة قصيرة، في 35 صفحة من القطع المتوسط، وأشرف على إصدارها، الشيخ فهد بن حمود أبو راس -وكيل محافظة الجوف-.
فيما تولى الصحفي المتميز إبراهيم الحجاجي مهمة المراجعة اللغوية والإملائية، ليأتي الشكل الإخراجي الرائع بقيادة المبدع زكريا الحكيمي، متناغماً مع الأسلوب الكتابي الشيق للأديبة.
وتناولت أبو راس، في مجموعتها الأولى، قصصا تحمل أفكارا لافتة، وتستحق التأمل والقراءة، فضلا عن سلاسة السرد التي تميزت بالإقتضاب أحيانا، والتكثيف في أحيانا أخرى، ما جعلها تتسم بالمباشرة والبساطة والإبتعاد عن التحسين اللفظي والبلاغي.
ويرى كتاب وأدباء ومهتمون، إن الكاتبة والقاصة سارة فهد أبو راس، تمثل مشروع أديبة يمنية كبيرة، قادمة بقوة إلى الوسط الأدبي، لا سيما إذا علمنا أنها لم تتجاوز ربيعها الرابع عشر من العمر، إلا أنها تمضي قدما في نقش إبداعاتها بأسلوب الأدباء الكبار، ما يجعلنا نتوقعها منارة أدبية في المستقبل القريب.
من وحي المجموعة: (الصبي كان هادئ الملامح، والتعب يظهر على تقاسيم وجهه البريء، الآن يجب على الحاكم أن يرضخ لطلبي، فهو قال أنه مستعد لكل ما يريده الشعب، إزدادت دهشته بالصبي الذي يبدوا عليه أنه لا يتجاوز عشرة أعوام، ثيابه المتسخة ووجهه المتعب كان يروي حياة الصبي بشكل مفصل، نظر للصبي رجل آخر، رائحة الشراب تتطاير من فمه القذر، قائلا: إخرس وأذهب وأحضر لي السجائر.. قال الصبي: حسنا يا أبي.
نظر الشاب لوالد الصبي بإزدراء، تمنى أن يلكمه، أن يضربه حتى تنطفئ تلك النيران المتوقدة بصدره من كُل الأحداث البائسة التي سببها الأشخاص من هذه الشاكلة المقززة، نظر له والد الصبي: أيها الجرذ ماذا بك تنظر إليّ؟.
لم يكلف نفسه بالرد ونهض مستقيماً بظهره وذهب إلى دكان الحلاقة المجاور للمقهى، وجلس أمام النافذة ينتظر قدوم الصبي، رآه يجري مسرعاً حتى كادت تدهسه شاحنة لكنها تجنبته، نظر بإستغراب شديد وهو يرى الصبي غير مبالياً ودخل للمقهى ومد السجائر لوالده، إنتظر قليلاً ثم إبتسم وهو يرى الصبي يقف أمام المقهى وذهب إليه: ماذا تقصد بكلامك؟.. إبتسم الصبي: أُريد أن أتعلم).