يأتي الموسم الدراسي، ويعود التلاميذ إلى حياتهم الدراسية والإستذكار، ومعها يُعاني بعض الآباء من تمرد أبنائهم الصغار بإبداء رغبتهم بعدم الذهاب إلى المدرسة.
والسؤال المهم هنا: لماذا؟ سأجيب من قِبيل كوني معلم:
*تلاميذ الصف الأول الإبتدائي:
وَجدتُ أن الأطفال الذين يمرون بمرحلة رياض الاطفال قبل الدخول إلى المدرسة يعانون كثيراً، وذلك بسبب الفارق الكبير بين المدرسة والروضة، من حيث البناية وعدد التلاميذ والإهتمام، فبعد بناية جميلة تمتلئ بالالعاب والحدائق إلى بناية تكاد تخلو من ساحة يقضي فيها الطفل فرصته، وبعد عدد تلاميذ لا يتجاوز العشرين، وكل منهم له مقعده الخاص، يتوجه الى صفٍ فيه اكثر من 100 تلميذ، أغلبهم يجلسون على الأرض ويجدون صعوبة في التنفس! وبعد إهتمام كبير ورِحلاتٍ ممتعة إلى ضجة دائمة وموسم يكاد يخلو من السفرات نهائياً! فأية صدمةٍ هذه؟ وماذا ننتظر من الطفل أن يفعل؟ غير الصراخ والمطالبة بعدم البقاء في المدرسة؟
بالإضافة إلى المعاناة التي طرحناها في الفقرة 1 فإن الطفل كذلك يرفض مفارقة أُمهِ لساعات طويلة، وهذا ما يسببهُ تواجدهُ في المدرسة.
أسباب إجتماعية وأُسرية، فقد تكون للطفل مشاكل أُسرية أو أنهُ بطبعهِ غير إجتماعي ولا يمتلك صداقات داخل المدرسة.
بعض الاطفال يعتقد أن الحب والحنان فقط في البيت حيث الاب والام، مما يجعلهُ يبتعد عن المعلم ولا يتفاعل معه.
*المراحل الأخرى: بالاضافة لما ذكرناه من مشاكل تلاميذ المرحلة الاولى، نضيف هنا أسباباً أُخرى تخص جميع المراحل:
كثرة الواجبات المدرسية وصعوبتها، أو سهولتها المتناهية التي تربي عادة اللامبالاة عند التلميذ.
تعرض التلميذ إلى السخرية من جانب المعلم أو زميلهِ في الصف.
مشاكل الصداقة وإختلاف الأصدقاء بطباعهم وميولهم.
الأبتعاد عن المدرسة لفترة طويلة بسبب المرض أو المشاكل الإجتماعية(لا سيما العشائرية منها)
تعرض التلميذ لأعتداءات متكررة من قِبل زملائه، لا سيما الكبار منهم فبسبب إلزامية التعليم يبلغ أحياناً عمر التلميذ(18عاماً) وهو ما يزال في مرحلتهِ الأبتدائية!
التعثر في أداء الواجبات المدرسية.
عدم مشاركة التلميذ في نشاطٍ ما، كان يريد المشاركة فيه.
عدم التكيف مع الآخرين، فلكل إنسان طبائعهُ الخاصة.
فوبيا الفشل في تجاوز المرحلة، والخوف من التعرض إلى العقوبة من الأهل أو المدرسة.
هذه أهم المشاكل التي يعاني منها التلاميذ عند ذهابهم إلى المدرسة، ويجب على المختصين معالجتها سريعاً، لأن هذا ما وجدت وزارة التربية من أجله.
بقي شئ...
مستوى الأداء الدراسي للتلميذ هو جزء من حياته، والتواصل مع الآباء والمعلمين يساعد بالكثير في درء أية مشاكل قد تطرأ وحلها، وحين حصول مشكلة، لا بُد من التعرف عليها سريعاً والعمل على مواجهتها وحلها، وهذه في الأساس مهمة مجلس الآباء والمعلمين المُغيب عن مدارسنا!
حيدر حسين سويري