"لعلّك عانيت في مرحلة شبابك -أو لا تزال تُعاني- من اغتراب عن وطنك على مختلف الأصعدة العلميّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، ولم تجد من يقرأ فكرك ويبني في داخلك حلم نهضة الأمّة الّتي تشغلنا، أو ينبغي لها أن تشغلنا جميعًا من المهد إلى اللّحد، والّتي لن تكون إلّا بسواعد الشّباب وتمكينهم.
وجرّاء كلّ هذه الأمنيات والمعاناة، ولأنّ الشّباب هم عصب الأمّة وعودها وعمادها، وإن شئت فقل إنّهم حقًّا ركيزتها ودعامتها الأساسيّة. ليس هذا فحسب، بل هم الشّريان الّذي تُضَخُّ فيه الدّماء المتدفّقة لحياتها ونهضتها؛ ومن ثمَّ وجب الأخذ في الاعتبار تقدير الدّور الّذي ينبغي لهم فعله، حتّى يخرجوا من حيّز ما ينبغي أن يكون إلى ما هو كائن بالفعل. فلا جرم أنّه لا نهضة حقيقيّة، ولا حياة للأمّة، ولا سبيل لرفعتها وتقدّمها؛ إلّا بسواعد الشّباب وقدراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات والميادين، إلى جانب الاستعانة بخبرات الآباء والأجداد ونُصحهم وإرشادهم، كلّما أمكنَ ذلك".
هكذا استهل الدكتور جميل أبو العباس الريان، مدرس الفلسفة الحديثة والمعاصرة بكلية الآداب بجامعة المنيا، دراسته "تمكين الشباب العربي... بين الواقع والمأمول"، ليُعبّر عن "واقع الشباب بكلّ جرأةٍ وقوّة ثمّ يُعرِّج على مستقبلهم الّذي تُحيط به المخاطر من كلّ صوب وحدب، ولكي يفتح بابَ الأمل في غدٍ مشرقٍ حافلٍ لوحدة الأمة وقوّتها في أسمى معانيها حال أخذ أبناؤها بالعلاج المقترح، أو الّذي يقترحه آخرون".
في العراق، ثمة من تبنى هذا المشروع، وسار في تعبيد طريق تطبيقه؛ جاء في تصريح للسيد عمار الحكيم(زعيم تيار الحكمة الوطني): تمكين الشباب ليس شعاراً نرفعه، وإنما ثقافة وإلتزام. وبالفعل صدق في قولهِ حين أسس هذا التيار الفتي، الذي جُل كادره من الشباب، ثُمَّ اليوم نرى بذرتهُ الأولى وهي تكليف الصديق الدكتور"محمد جميل المياحي" بشغل منصب محافظ واسط(الكوت) – إحدى محافظات جنوب العراق-، صدق الزعيم فهل سينجح الشاب المُكلف؟
أعتقد بأن الأمر صعبٌ، لكن الشاب سينجح لما لهُ من روح وعزيمة وإصرار، وبأنهُ سيكون خير من يقود البلد إلى بر الأمان، في كافة مجالات الحياة؛ أما تيار الحكمة فكان لهُ الجدارة في نجاح وزيرهُ عبطان في إدارة ملف وزارة الشباب والرياضة، التي غادرها في الكابينة الوزارية الجديدة مع بكاء وعويل كادرها وموظفيها وهم يقومون بتوديعهِ، وهذا لم يحصل مع أي وزيرٍ سابق.
بقي شئ...
على المشككين تقديم مشاريعهم وبرامجهم، لا أن يقفوا حجر عثرةٍ في طريقنا، فسنسحقهم يوماً ما.
..................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام