اختاركم الشعب, وإن لم يختاركم ففرضكم القدر أن تكونوا ممثلين له, ونذكركم كان كل منكم يدعي في حملته الإنتخابية إنه خادم للشعب, ولا يبحث عن ترفيه نفسه, أو يجعل المنصب يدر عليه ريعا وفيرا.
ماذا قدمتم للشعب, قبل أن تقدموا لأنفسكم صرف بدل الإيجار؟ وما هي المكاسب التي جناها الشعب من تشريعاتكم ونقاشاتكم ومقطوعاتكم الإنشائية السابقة والحالية؟ صبر الشعب كثيرا, ولكن هل يستمر صبره طويلا؟
المشاعر السياسية لم تهتز, عندما أعلن محافظ البنك المركزي تلف سبعة مليارات دينار عراقي, بسبب سيول الأمطار, ونحن في بداية إستقبال فصل الشتاء وموسم الأمطار, التي نترقبها لإحياء الأرض, التي سئمت من حيف ساستها على شعبها.
هل إقترفنا ذنبا أمام الباري ليحاسبنا؟ وهل يدفع الشعب جزية سبعة مليارات, للسماح بهطول الأمطار, ثمن لموسم كامل, أم مقدمة لتسلبها الأيادي الخفية؟ ولم يتم محاسبتها, والشعب يتساءل لماذا تجاهلتموها؟
تم إختيار رئيس الوزراء الذي كان يرتقب إستلامه الرئاسة, ويمهد له في عدد من الدورات السابقة, والشعب يأمل وينتظر خيرا, كما وعدتم في العديد من المحافل, ولا زال يتحلى بالصبر.
أبحر بنا ربان السفينة, ونأمل أن يرسوا بنا في بر الأمان, ولكن يهددنا بالتخلي عنا يقدم إستقالة, في عنفوان البحر, وتلاطم الأمواج, وعتمة ظلام الليل, حيث الكواسج والحيتان تفتح أفواهها, لتلتهم بقايا أمل, عاش الشعب ينتظره على بصيص نور في الضفة الأخرى .
للجميع أصبح الحلم حقيقة, في تقديم الحقيبة, مع فقدان الحماس, كما كان مشهود, ومن يشاهد الأحداث, يشعر أنه مكبل بالهموم رغم إدعاء الكتل بالسماح له بحرية الإختيار, ولكن حقيقة هذه الحرية مقيدة معاصمها بالتأثيرات الحزبية والخارجية, وأصبحت كسيرة الجناح في سبع وزارات.
هل سيفعلها وتغرق السفينة, ونعوم نحو الهاوية من جديد؟ أم يكسر القيود بإختيار الرجل المناسب في المكان المناسب, لأهمية الوزارات المتبقية, وما لها من دور في أمن وسيادة العراق؟ ذلك ما ستجيبنا الأيام القادمة عليه.
عبدالحمزة سلمان