مر رجل بشخص يقف في قارعة الطريق، وهو يضع سبابته وابهامه، على شكل دائره، سلم عليه، بعدان تفرس في وجهه وسأله ماذا تصنع؟
أجابه أبيع الريش، سأله مرة أخرى واين هو الريش؟
قال عندما تاتي الطيور وتدخل داخل الدائرة، سوف اطبق عليها بالسبابة والابهام، بعدها انتف ريشها وابيعه، قال له أنت مجنون، ردعليه البائع، المجنون من اعطاني مقدمة شراء الريش !
حال المجتمع أشبه بمن يشتري الريش من هذا الصياد، فهويعطي صوته لطبقة سياسية بهذا البؤس، بعد ان صدعوا اسماعنا، بمنح الصلاحيات لتشكيل الحكومة .
طبعا لأن الكذب ارخص من ملح الطعام، فالامر مختلف بين الشعار والتطبيق، والسبب تبوء منصب الوزارة٠
هنآ سؤال يطرح نفسه، واجابته تكشف النقاب، عن حقيقة ما يجري، وهو ماحقيقة هذا التشبث؟
هنآك احتمالات اربعة لهذا التشبث ايسرها بطعم الحنظل٠
الاحتمال الأول تشبث شخصي، وهو احتمال يكشف ضعف الشخصية، والكتلة معا على المستوى الوطني ٠
أما الاحتمال الثاني هو الاوامر الاقليمية وهذه قاصمة الظهر، ونترك الحديث عن هذا، لأننا سنعجز في تهذيب العباره لان توضيح الواضحات من اعقد المشكلات ٠
وأما الثالث فربما يكون ثمن تفتيت الكتل وهذا ردالجميل، عفوا ثمن خيانة العهود والمواثيق، وهل يؤتمن الغادر؟
ورابعا وأخيرا هو الشعور بالهزيمة أمام الخصوم السياسيين، فلو تنازلنا عن الوزارة سنتنازل عن غيرها، هكذا هو حال تفكيرهم ٠
السؤال الابرز أين استحقاق الوطن في نفوس هولاء؟
لاشي يذكر بل قديم يعاد، والمسبب هو المجتمع، والنتائج معروفة سلفا، بعد حل عقدة رئاسة الحكومة، عادت نفس الوجوه التي عرفت بصناعة الازمات، لتمارس هوايتها المفضلة، لانها لا تخرج عن اضلاع الاحتمالات الأربعة٠
إنه درس يضاف إلى دروسنا التي لم نستفد منها، فهل لايزال هناك شي في الخفاء؟
كلا فالانانية السياسية تضرب عقول من اختارهم المجانين ، كل ذلك من أجل الوزارة الموقرة٠
هنا يبرز السؤال ، عن مكمن المشكلة في هذه الوزاة لو تم تمريرها؟
الإجابة بصراحة أن تمريرها يعتبر كسر للارادة الوطنية، واستخفاف بسيادة البلاد التي تاجر بها البعض، في مشهد متكرر من اللامبالاة، في مصير البلاد، وان دخلنا في الفوضى السياسية والامنية، كون هولاء اعتمدوا على الأذرع الاقليمية، وجنسياتهم المزدوجة، لانتشالهم من اي محنة، وليذهب العراق إلى حيث .
هذا هو مزاجهم ومستوى تفكيرهم، وكل الاحتمالات السلبية مفتوحة، لذوي البصائر تجاه هولاء، لأن الذي يرهن سيادة بلاده وامنه من أجل الوزارة ، لايستحق الإحترام، ولو أنهم ينشدون العقل والمصالح الوطنية، لذهبواالى أهل العقل والحكمة، لاخراجهم من هذا التيه، كما هو المعهود في واقعنا السياسي والأمني، لكن هذا فرض من المحال، ليس تجنيا ولاتنظير أو موقف مسبق، بل واقع يفرض نفسه، يكاد يجمع عليه غالبية الشعب، لكن بعد فوات الأوان٠
الحقيقة التي يجب أن ندركها، ان كل مايجري هوبسبب تقصيرنا، وعدم إدراكنا لمسؤلياتنا، لأن الذوق السياسي للبعض لايخفى علينا، لكن تنصلنا عن الثوابت نقل الصراع من رئاسة الحكومة، إلى التشبث بالوزارة، فهل كل مايجري من لمصلحة البلاد؟ ولمصلحة من كل هذا التخبط؟ ومن يقف وراءه؟ وهل تتماشى الشعارات مع هذه الأنانية؟ كثيرة هي الاسئلة، والإجابة عنها يجب ان تنبثق من مجتمع كشفت له الوزارة كل السلبيات قبل الذهاب إلى حكومة طواري، على قياسات المحاور الاقليمية، لاسامح ألله ٠
محمد جاسم