جاء في مَثَلٍ يوناني" وهبتنا الطبيعة أذنين ولساناً واحداً لنَسمَعَ أَكثر مِما نتكلم."
عند كل انتخابات برلمانية كانت أو محلية؛ يستمع العراق لوعودٍ وشعارات, قد يكون بعضها جديداً, وأخرى تتردد كل أربع سنوات, كأنها قصة ما قبل النوم, التي تسردها جدتي كل يوم.!
يتناسى بعض الساسة, أنَّ الخطابات المُشبعة بالوعود, ماهي إلا فقراتُ عقدٍ, بين المُرشح والمواطن, يتم حفظها بالذاكرة الشعبية, ليتم المطالبة بها بعد ذلك, فيكون صوت المواطن, مربكا لمن اعتلى المسؤولية, يجعله يختبئ خلف الستار, أو يظهر ليبرر هزيمته, من كثرة الكذب والنكث بالعهود.
طالما سمعنا قبل الانتخابات البرلمانية, وعوداً يخص أغلبها الخدمات, وأخرى مشاريع لمحاربة الفساد, بينما نَجدُ قسم من المرشحين, يوزع الأموال والهدايا, من أجل كسب مودة المواطن, بينما يتناسى كثيرٌ منهم, أن مهمة البرلمان الرئيسية الرقابة, وتشريع القوانين وإحالة من يثبت عليه الفساد للقضاء.
عقد ونصف من عمر العراق مضى, وأمراض الفساد والفشل تتفاقم, شخصت الاسباب من الواعين, وكانت نتيجة التشخيص, لا بد من التغيير ونبذ المحاصصة, ووضع الحواجز لعدم تسنم المجرب والفاشل في عمله, للبدء بالإعمار والعبور نحو البناء, فلا يمكن البناء على أسس, ثَبت فسادها.
كان من المؤمل أن يقوم, المواطن بالعلاج الشافي, باختياره النزيه والناجح في عمله, والمرشح من قائمة تمتلك برنامجاً متكاملاً, بعد أن شخصت أسباب الفشل, يقول الإعلامي الليبي, الصادق ألنيهوم" الشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها بشجاعة؛ تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ." إلا أن الفاسدين عملوا, على إماتة همة المواطن, لخط دفاع أول عن مصالحهم.
ونحن نَمُر بكوارث طبيعية, وسط غياب الخدمات, نستذكر قول الروائي المصري نجيب محفوظ "العقل والمصلحة بعيدا عن المبادئ, قد تنشأ عنهما الكثير من الكوارث." فقد تَجردَ المتشبثون بالمناصب عن المبادئ, ليعودوا بعد وعودهم, إلى المحاصصة السياسية.
لصد استفحال الكارثة, على من يتصدى للمسؤولية مستقلاً مُكلفاً, أو مرشحاً حزبياً من أي كتلة, قال الشاعر جميل صدقي الزهاوي: إن كان للمَرءِ عَزمٌ في إرادته_ فلا الطبيعة تثنيه ولا القدر.
فهل نجد العزم الحقيقي, لدى السيد عادل عبد المهدي, ليطبق برنامجه, بتشكيل حكومة نزيهة, ومحاسبة الفاسدين؟
سلام محمد العامري