رغم الانتصارات المتلاحقة التي حققها الجيش العربي السوري ولحلفائه ، وتحريره معظم ألأراضي التي كانت تحت سيطرة المجموعات المسلحة ، وهي قادرة على إكمال المهمة وتحريرها لبقية الأراضي المغتصبة وتحقيق النصر الكامل ، إلا انه هناك إطراف وعلى رأسهم دولة الشيطان الأكبر تحاول وضع العراقيل والمعوقات أمام تقدم هذه القوات لأسباب شتى .
الأسباب أو المبررات وراء هذا الموقف الأمريكي تقف ورائه عدة أمور وأولها إن المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا لم يحقق أهدافه أو غايته بعد فشلها من خلال كل الحقائق والوقائع سواء كان على مستوى طاولة التفاوض أو معطيات المعارك على الأرض التي تصب في مصلحة الجانب السوري وحلفائها .
والأمر الثاني وهو الأهم أصبح الصراع في سوريا له حسابات أخرى تتعدى مسالة تغير النظام السوري أو الإطاحة بنظام الأسد ، والسبب أصبحت سيدة العالم الأولى وصاحبة الزعامة التي تأمر وتنهي بلا منازع أو منافس في وضع يحسد عليه بعد التدخل الروسي والإيراني في القضية السوري اللذان افشلا كافة مخططاتها ومؤامراتها في سوريا ، وفي مناطق أخرى ليكون الرهان الأمريكي أو الخطة البديلة من اجل ضمان نجاح مخططها ولو بشكل يحفظ لها ماء الوجه إن تظهر للعالم بأنها مازالت سيدة العالم الأولى وإنها منتصرة وليست خاسره لتصر على بقاء قواته وبناء قواعد لها وتعزيز تواجدها من جهة ، ومن جهة أخرى تستغل هذا التواجد العسكري لحماية مصالحها أولا وثانيا توفير حماية ودعم للمجموعات المسلحة المرتبط به لتكون بيدها سيف ذو حدين يحقق لها مأربها الشيطانية ، ووسيلة ضغط وتهديد على الآخرين .
وهنا لا يمكن إنكار حقيقة أن الوجود الأمريكي في سورية واستمرار الصراع السوري يخدم وحماية طفلها المدلل إسرائيل بمعنى انتصار وتواجد قوى المقاومة الإسلامية في سوريا بمختلف أسمائها وعناوينها ، ووضع المقاومة اليوم من حيث العدة والعدة رقم صعب في المعادلات والحسابات السياسية ، وهي يبعث رسالة صريحة وتهديد مباشر على الأمن القومي الإسرائيلي وهذه ما تحسب له أمريكا إلف حساب .
ولو فرضنا جدلا انتهى الصراع السوري ، وانسحبت القوات الأمريكية هل سيستغني ساسة البيت الأبيض ؟ عن المليارات من الدولارات السعودية بحجة مكافحة الإرهاب أو باب دعمها كتحالف و إبرام الاتفاقيات عقود الأسلحة ، وهذه المنافع الاقتصادية أو التجارية المتحققة لأمريكا لن تستغني عنها ، وستعمل على استمرار هذا الصراع الدموي .
وختاما الصراع في سوريا لن ينتهي عن طريق التفاوض أو المفاوضات أو حتى عن طريق التنازل لان الحل الوحيد والأمثل الخيار العسكري ، وكفة الانتصار ستكون في جانب القوات العربية السورية وحلفائها من خلال كل المعطيات المتاحة على الواقع .
ماهر ضياء محيي الدين