تُعد الرحلات المدرسية، أسلوباً ذكياً من الأساليب التشويقية التي ينتهجها بعض الأساتذة، وتعتبر ذات طابعٍ ممتعٍ ومنعشٍ للطلاب، تأخذهم ولو بشكلٍ مؤقتٍ من جانب الدراسة الجدي بواجباته وامتحاناته ومواعيده، إلى أجواء أكثر فرحاً وإشراقاً، فالرتابة والروتين هما من أكثر ما يكره الطلاب بخصوص المدرسة، وتتنوع الرحلات فمنها:
الرحلاتٍ ترفيهيةً: مثل تلك التي ينظمها الأساتذة إلى الطبيعة مثل رؤية الأنهار والجبال والسهول، بهدف السباحة والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الساحرة والخلابة.
الرحلات التعليمية الثقافية: للاطلاع على المناطق الأثرية، مثل زيارة الأبنية والأعمدة القديمة كزيارة المناطق التاريخية أو إلى المتاحف التي تضم آثاراً لأقوامٍ سابقين وحضاراتٍ قديمةً، وإلى المكتبات الضخمة التي تحتوي على كل أنواع المعارف والعلوم والأدب والفكر وغيرها، وإلى الصروح العلمية المهمة مثل الجامعات العريقة ذات الباع الطويل في مجال التعليم والثقافة، وتتبع بعض المدارس هذا الأسلوب كي تعطي تلاميذها الفرصة لاختيار تخصصاتٍ جامعية مناسبة لهم في المستقبل.
الرحلات القريبة من المدرسة من حيث المسافة: وينظمها المعلمون لتطبيق ما تعلّمه الطالب على أرض الواقع، مثل تلك المواد العلمية التي تتناول موضوع النباتات على سبيل المثال، بالإضافة إلى كونها مصدراً لتجديد النشاط والحيوية، وفاصلاً من الدراسة للمرح وتحسين النفسية، والتخلص من الجمود الذي يحيط بالمواد المختلفة بالنسبة للطلاب.
يُحضّر الطلاب ملابسهم الخاصة وزوادتهم وحاجياتهم قبل موعد الرحلة المدرسية، وينطلقون في أغلب الحالات في حافلاتٍ كبيرة يتواجد معلمٌ أو اثنان في الحافلة الواحدة، ويغنون الأغاني المختلفة، ويضحكون ويمرحون، ويطلقون النكات المختلفة، وغيرها من السلوكيات السعيدة الأخرى.
الخروج في سفرة مدرسية من أكثر الأشياء التي تُجدد طاقة القلب، وتُعطي للحياة نكهة التجدد والانطلاق لدى طلبتنا الاعزاء، ولأن السفرة المدرسية تعطيهم دافعاً إضافياً للمضي في تحقيق أهدافهم بنفس حماسة البداية، لذا تقيم المدرسة سفرة مدرسية واحدة على الأقل كل فصل دراسي. فلماذا أختفت هذه السفرات؟! بل لماذا تمتنع إدارات المدارس وبحجج واهية عن أقامة هذه السفرات؟! بل لماذا تُحارب المدارس المعلمين الذين يصرون على أقامة مثل هذه السفرات؟! إنها الدولة العميقة أيها السادة، التي تعمل ليل نهار بمعاول ومجاريف، للقضاء نهائياً على التعليم، من خلال إدارات فاشلة، لا تستطيع قيادة نفسها فكيف لها أن تقود مدرسة؟!
بقي شئ...
بعد أختفاء مادتي الفنية والرياضة من المدارس الابتدائية نهائياً، يتم الآن القضاء على وجود أي نوع من السفرات المدرسية والقادم أسوء، ألا لعن الله القائمين على ذلك.
حيدر حسين سويري