الحمدُ للهِ لا صبرٌ وَلا جلَدُ
ولا عزاء إذا أهلُ البَلا رَقدُوا
خليفةٌ ماتَ لم يحزن له أَحدٌ
وآخرٌ قامَ لم يفرح بِهِ أحدٌ
هذا حال أهل السواد قاطبة والبصرة خاصة، لم يفرحوا ويحزنوا بمن رحل عنها ومن جاء ليحكمها، لسبب واحد، لان الذين توالوا على إدارتها لم ينصفوها وينموا قدراتها وثرواتها، ولم يوفروا ابسط مستلزمات العيش الكريم، لهذا لن يتأسفوا على أحد ممن اصبح حاكماً عليها.
البصرة تعد من اغنى محافظات العراق ان لم نقل في العالم، لما تتمتع به من خيرات كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، موقعها الجغرافي المطل على شط العرب ومينائها العامر وخصوبة تربتها وتطفوا على بحيرات من الذهب الأسود "النفط"، رغم كل ما ذكر إلا أنها تعيش تحت خط الفُقر.
البصرة الفيحاء منبع العطاء، تغذي العراق من ثمارها ومواردها المالية الناتجة عن بيع النفط، الا أنها تعيش الأهمال والحرمان لعقود خلت، ميزانية تلو الأخرى ووصفت بالإنفجارية والبصرة كما هي، لم تتقدم خطوة للأمام، حالها حال بقية المحافظات الأخر رغم ما تتمتلكه من موارد بشرية وطبيعية.
أهملت البصرة ووضعت حلولها على الرف، رغم المناشدات والمبادرات لإنقاذها وانتشالها من وضعها المزري، الا انه ليس من اذآن صاغية وعقول واعية لتتدارك وضعها المأساوي.
عصر المعرفة والتكنولوجيا قرن الواحد والعشرين، الا ان العراق عامة والبصرة خاصة لا زالت تفتقر أبسط الخدمات الأساسية؛ الماء الكهرباء الصرف الصحي وغيرها، العالم تخطى هذه المسائل ووصل إلى المريخ والبصرة تشتكي العطش رغم تلاقي نهري دجلة والفرات فيها! والبطالة المتفشية التي تزداد مساحتها كل عام.
المشكلة في البصرة ليست في التخصيصات المالية لها وإنما تكمن في إدارتها، تفتقر إلى يد تتسم بالنزاهة والإخلاص والتفاني في العمل، معظم الأيادي التي توالت عليها لم تكن يد بيضاء لتخدمها، وإنما كانت ملوثة بالفساد والأحقاد هذا من جانب، من جانب آخر ضعيفة لم تحارب وتحاسب الفاسدين والعابثين فيها.. لم يأتي اليها ليزيل غبار الماضي عنها وينصفها، رغم التضحيات التي قدمتها على مر العقود التي خلت، أخرها مواجهتها لداعش في جبهات القتال، اعطت مئات الشهداء ان لم نقل الآلآف في سبيل الوطن والعرض والعقيدة.. لو القينا نظرة إلى مطالب اهل البصرة، نجدها مشروعة وسهلة التنفيذ في حال توفرت الإرادة والعزيمةِ لها، لم يطلبوا غير حقوقهم التي تكفل بها الدستور العراقي.؛ فرص عمل ماء كهرباء تعبيد الطرق محاسبة الفاسدين تعليم مهني قانون يقف امامه الرئيس والمرؤوس، هذا ما تطلبه البصرة يا ساسة العراق الذي هو مطلب الشعب العراقي، لهذا أطلقت مبادرة القرار بصري.
أطلقت المبادرات الواحدة تلو الأُخرى، العاصمة الأقتصادية، حاربها المقامرون كي لا تحسب لمطلق المُبادرة، وأطلقت مؤخراً مبادرة "القرار بصري"، في أختيار محافظها من قِبل أهلها، حيث شرب من مائها الممزوج بالملح، وعاش في أجواء صيفها الحار الممزوج بالرطوبة الخانقة للأنفاس، المرافق لأنقطاع التيار الكهربائي عنها لساعات طويلة على مدار السنة.. القرار بصري تتحمل فيه البصرة مسؤوليتها في إدارة شؤونها الداخلية لينعم أهلها بخيراتها.. أستقرار وأزدهار العراق مرهون في أستقرار البصرة وازدهارها، لهذا لم تأتي هذه المبادرة من فراغ، وإنما جاءت عن دراية وبعد نظر لإنقاذها مما هي عليه.
لؤي الموسوي