(صنعاء: رأفت الجُميّل)حذر المهندس صادق الشامي -مدير عام مركز صوت الحياة للسمعيات- كافة مرضى ضعف السمع، من مغبة تداول وشراء وإستخدام المنتجات السمعية مجهولة المصدر وذات الجودة الرديئة، ليس لكونها لا تحقق الغرض المطلوب منها فقط، بل نظرا للخطورة التي قد تشكلها على حاسة السمع لدى المريض، وقد تصل مضاعفاتها إلى مرحلة فقدان السمع.
ووصف المهندس الشامي -في تصريحات لوسائل الإعلام- ما يحدث في سوق السماعات الطبية حاليا، بالفوضى، نظرا لغياب دور الجهات والدوائر الرسمية الخاصة بالرقابة، لافتا إلى أن موظفي كثير من المحال التي تبيع السماعات الطبية، غير مؤهلين، وغير مرخص لهم ولا لمحالهم بالعمل في هذا المجال.
ودعا كافة الجهات المختصة، بتشديد الرقابة، ومضاعفة الجهود الخاصة بتضييق الخناق على مروجي هذه السماعات الرديئة، وذلك لحماية مرضى المشكلات السمعية، الذين قد يقعوا في فخ هؤلاء، ويهرولون خلفهم للحصول على السماعات المغشوشة بأسعار رخيصة، ولا يدركون مضاعفاتها.
وأكد الشامي: إن مركز صوت الحياة للسمعيات، يستقبل يوميا الكثير من الضحايا الذين وقعوا فريسة لمروجي هذه السماعات، والذين يترددو على المركز للحفاظ على الجزء المتبقي من سمعهم ومحاولة تحسينه ولو بشكل بسيط، مشيرا إلى أن عدد من ضحايا تلك السماعات غير الصالحة للإستخدام الطبي، قد تضرروا بشكل كبير، بل أصيب أكثر من 70% منهم بفقدان السمع كليا.
فيما شدد الدكتور نادر الجعدي -نائب مدير مركز صوت الحياة للسمعيات- على أهمية وصف السماعات الطبية من قبل طبيب متخصص في السمعيات، على أن يتم بيعها من قبل فنيين متخصصين، وحسب إحتياج المريض ودرجة ضعف السمع، ويركبها الطبيب للمريض بعد فحصه، مستنكرا غض الطرف حيال إقدام غير المؤهلين على بيع سماعات مهربة ورديئة للمرضى، وليست ذات جدوى فقط، بل لها مضاعفات.
وأكد د. الجعدي: إن سوق المستلزمات والأجهزة الطبية، وخصوصا السماعات الطبية، يحتوي على آلاف السماعات بعضها مجهولة المصدر وأخرى مغشوشة ورديئة، داعيا الجهات المختصة إلى إنشاء هيئة خاصة يوكل لها الإشراف والرقابة على كل ما يتعلق بجوانب إستيراد المستلزمات والأجهزة والسماعات الطبية، على أن يتم تدريب العاملين فيها يتم تدريب مكثف كلاً في مجاله، كي نقفل الباب أمام مروجي المنتجات والمستلزمات الطبية المغشوشة.
وأشار إلى أن ضعف الرقابة، وترك الحبل على الغارب، قد أدى إلى إنتشار كثير من المحال التي تبيع السماعات الطبية المغشوشة، الأمر الذي جعل مرضى ضعف السمع عرضة دائما لتلك المحال التي تهدف في الأساس إلى الربح والبيع والشراء، وليس تحسن حالة السمع عند المرضى.
جديرا بالذكر، أن مركز صوت الحياة للسمعيات، يعتبر وكيل لأفضل شركتين في العالم، شركة (Phonak) السويسرية، وشركة (Oticon) الدانماركية، ويقدم المركز عدد من الخدمات لمرضى السمع، بالإضافة إلى كونه يوفر ضمانات للسماعات لمدة عامين لاي خلل، فضلا عن ضمان خمس سنوات لتوفير كامل لقطع الغيار، كما يملك فريق صيانة متخصص ومؤهل ويحمل خبرات غير عادية، حيث يتم تأهيل كادر الصيانة سنوياً بخمس إلى ست دورات خارج اليمن لمواكبة صيانة السماعات الجديدة التي يتم إنتاجها من قبل الشركة الأم في سويسرا.
وتجدر الإشارة، إلى أن المحال التجارية التي تبيع السماعات الطبية مجهولة المصدر، تحولت -مؤخرا- إلى واحدة من أخطر الظواهر التي تهدد المجتمع في صحته، لا سيما بعد أن إنتشرت بشكل لافت، وأصبحت أكبر مصدر للسماعات في السوق، لتضيف إلى سلة الأمراض، أمراضاً أخرى، وضحايا جدد من المواطنين البسطاء الذين لا يستطيعون التفريق بين السماعة الطبية الأصلية، وبين المغشوشة والرديئة ومجهولة المصدر.