حادثة إحتجاز 28 طالبا عراقيا في جمهورية اذربيجان ومن ثم إطلاق سراحهم تمثل لما نتج عنها واثناء تفاعلها وردود الفعل عليها في الداخل العراقي والموقف التاريخي المشرف للسفير فاضل عواد الشويلي ونتيجة لإحباطات الماضي القريب تمثل فتحا جديدا يؤشر التغيير والديناميكية العالية في الدبلوماسية العراقية ومع تسلم السيد وزير الخارجية محمد علي الحكيم مهام عمله في الوزارة مايدفع الى القول وبثقة إن السياسة الخارجية للعراق تعيش عهدا جديدا.
فقد تواردت الأخبار ان طلابا عراقيين جرى إحتجازهم لدى السلطات الآذرية على خلفية إجراءات قانونية تتعلق بوجودهم ومشروعية إقامتهم، حيث تحركت السفارة العراقية في باكو على الفور وتواصلت مع السلطات الآذرية وبالتنسيق مع الخارجية العراقية في بغداد، ومن فوره توجه السفير الدكتور فاضل الشويلي الى مكان إحتجاز الطلاب ودخل السجن لكنه فاجأ المسؤولين الآذريين برفضه الخروج وتمسكه بالبقاء مع الطلاب من أبناء بلده ثم قرر الإضراب عن الطعام والشراب حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا ماأجبر سلطات الحكومة هناك للإذعان وإصدار قرار سريع وحاسم بالإفراج عنهم جميعا دون قيد أو شرط، كما قام السفير الشويلي بنقلهم وبإشرافه الى مقر السفارة العراقية في العاصمة باكو وتحدث إليهم وإطلع على مشاكلهم ووعد بمتابعتها مع البلد الذي يتواجدون فيه وإنجز لهم بعض المتطلبات الضرورية هناك الى أن يتسنى تسوية أوضاعهم.
منذ 2003 ونحن نواجه ظاهرة لم نألفها ولانريد لها الدوام تتمثل في قيام مواطنين وإعلاميين ونخب فكرية وسياسية بالتقليل من شأن المسؤول العراقي والتنكيل به ووصفه بمافيه وبماليس فيه ماإنعكس سلبا على الأداء السياسي وأضعف الدبلوماسية العراقية وما زاد الطين بلة تصرفات بعض العاملين في قطاعات حكومية ببمارسات لاتليق بسمعة الدولة العراقية في الخارج لكن ماأثلج الصدور وملأ قلوبنا غبطة وسعادة ماقام به سعادة السفير فاضل عواد الشويلي الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية وإتخاذه تدابير في منتهى الذكاء والحرفية والمعرفة والحرص على سمعة الوطن وسلامة العراقيين في بلد يشهد وجودا كثيفا وعلى مدار العام لمواطنين عراقيين يتوافدون للدراسة والعلاج والسياحة والإستثمار حيث توجه الى مكان إحتجاز الطلاب وساهم بإخراجهم الى الحرية.
شكرا سعادة السفير.فليس لدي من أقوال أخرى وقد أعجزتني عن الكلام حين نطق الفعل.
علاء دلي اللهيبي