التجربة العراقية الجديدة التي جاءت على أيدي دعاة الديمقراطية ما بعد 2003 وليومنا هذا هي خير تجربة في كشف الحقائق والإسرار أو الخفايا لجميع شرائح المجتمع .
هذه الحقيقة المرة لم تأتي من فراغ، بل من خلال تجربة سنوات عجاف من حكم كشفت حقائق الكل من دعاة التجربة والإصلاح والتغير ، ومن الصديق ومن العدو وما أكثرهم من أهل الدار والجار، ومن فعلا يسعى إلى مصلحة الشعب بالدرجة الأولى والأخيرة بعيدا عن كل المكاسب الأخرى .
بقيت صامدة قوية بوجه اعنف العواصف العاتية والهجمات ، وفي اشد الظروف الصعبة ،والمراحل التي مرت على بلدنا العزيز ، وأفشلت اكبر مخططات ومؤامرات الأعداء ،وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل أو إثبات لان مواقفها الحكيمة وخطاباتها اكبر حجة على المشككين المدفوعين من جهات يعرفه الجميع .
واليوم نسمع من البعض سيل من الاتهامات التي طالما سمعناها من الكثيرين منها في الأوقات السابقة ، لكن هذه المرة مختلفة عن السابق من حيث طبيعة التهمة والدليل لصاحبها الذي يؤكد ويصر ويجزم ، ومن حقائق ملموسة أو دلائل دامغة على أمر غاية في الخطورة وهو إن هناك جهات أو إطراف من داخل مكتب المرجعية ومن الخواص أو المقربين جدا ، وبأشراف وتوجيهات مباشرة من السيد محمد رضا النجل الأكبر للسيد السيستاني يقومون بادوار ونشاطات محددة ، فهم يتدخلون في أمور الدولة ومؤسساتها سرا لغايات أو لمكاسب معينة ، وحتى في تسلم المهام لبعض الشخصيات في أعلى مفاصل الدولة العراقية ، ومنه منصب رئيس الوزراء الحالي الذي كان للسيد محمد رضا دور أساسي ، ولاعب مؤثر في تسلم السيد عادل عبد المهدي منصب الرئاسة ، وتمت هذه الصفقة وراء الكواليس أو في الغرفة المظلمة.
.
لو سلمنا بهذا الأمر المثير لعدة تساؤلات وعلامات استفهام ،والذي ينافي كل خطب وبيانات المرجع ، ورأيها الواضحة كوضوح الشمس في العملية السياسية منذ سقوط الطاغية حتى وقتنا الحاضر .
ولو فرضنا جدلا إن أمر واقعية ستكون نقطة تسجل على المرجعية العليا ، ومؤثرة على مقام ومكانتها لدى معظم مكونات الشعب لان القضية لو كانت من الآخرين لكانت حالها كحال الكثير من القضايا التي كن نسمع أمر ونرى الغرائب والعجائب منها ، لكن القضية تمس صمام امن العراق ، وليس عجبا أو استغربا بان تكون هناك إطراف داخل المكتب تستغل اسمه من قريب أو بعيد لتحقيق مكاسب شخصية ، أو لها ارتباطات معينة تقوم بهذا الدور المزعوم ، وان يكون الدور من ابنه الأكبر ، وخصوصا في مسالة التدخل في شؤون الدولة وتسمية بعض الشخصيات لبعض المناصب والتي تخالف رأي و بيانات المرجعية المعلنة بان المجرب لا يجرب في من يتم اختياره لمنصب رئاسة الوزراء، وهذه المقولة الشهيرة التي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل يكون للقضية حديث أخر ، وهي مسالة لها حسابات أخر ، وفي ظل ما نشهده من صراع وتناحر بين القوى الداخلية والخارجية ليكون هذا التدخل مادة دسمة وإعلامية لبعض الجهات التي تتصيد بالماء العكر لتشن الهجمات ضد المرجعية وأركان مكاتبها ووكلائها المعتمدين .
هجمات الأعداء وأساليبهم الملتوية في ضرب مقام المرجعية لن تنتهي وستستمر بعدة طرق أخرى لأنها العقبة الكبرى الواقفة بوجههم من اجل تمرير مخططاتهم ومشاريعهم في البلد ، لكن الأهم إن يكون الجميع على وعي وإدراك لكي لا يسقط في شباك الشيطان ، وان نكون مستفيدين في هذه الهجمات في تصحيح الأخطاء وسد الثغرات إن وجدت ، وعدم أعطاء إي فرصة أو منفذ للاستفادة منها في تحقيق مأربهم الشيطانية .
ماهر ضياء محيي الدين