(زكالة العرب..عبد المجيد رشيدي)اختار فنانون تشكيليون مغاربة مدينة الدارالبيضاء لتكون فضاء لحوار فني بين مدارس تشكيلية ، تمثل مختلف ثقافات العالم ، من خلال معرض احتضنه رواق لوشوفالي ، حمل إسم "souffles" جمع أروع الأعمال التشكيلية لأبرز الفنانين المغاربة .
وجاء هذا المعرض ليتوج إقامة فنية عرفت مشاركة فنانين تشكيليين من المغرب في الفترة ما بين 11و 22 أبريل الجاري ، في إطار نسخة وورشات فنية بمعرض “souffles”، وهو المعرض الذي شارك فيه على الخصوص فنانون من أبرز التشكيليين المغاربة تعددت مشاربهم الفنية واتجاهاتهم الإبداعية ، وقد قدموا من مختلف جهات المملكة ، ليجسدوا مختلف الظواهر التشكيلية بالمغرب ، خاصة أن الكثير منهم يعيش بعيدا عن الأضواء الإعلامية ، هؤلاء الفنانين هم : المصطفى عوشيرة ، مريمة بلحاج ، غيثة عبودة ، هاجر معتصم لحميني ، خديجة الركني ، كيم سونا ، رضا إيجر ، الوراق الفكاك ، محمد أشواق ، محمد بوصابون ، نزار فوكي ، نور الدين الوردي ، سعيدة الصقلي ، يوسف ندري .
المعرض احتضنه أمس الخميس رواق لوشوفالي ، حيث تم عرض لوحات حاولت تقريب عشاق هذا الفن الجميل من حدود ونقط التلاقي والتفاعل بين الأساليب التشكيلية ، وإبراز مكامن الإبداع والتفرد لدى الفنانين المشاركين ، كما جاء في سياق دينامية فنية يعرفها المجتمع المغربي من أجل توسيع مساحات التواصل بين الفنانين المغاربة ، كما أن اللوحات المعروضة تحمل دلالة الأمل والتفاؤل والحياة ، ورسالة الفنانين المشاركين من خلال لوحاتهم ومن تجربتهم الحديثة بالرسم ، أن يتابع كل شخص موهبته الخاصة ويعتمد على نفسه ، أن يهتم بتفاصيل حياته حتى يسعد نفسه ويرضي نفسه بأصغر التفاصيل ، ويحقق طموحه وأهدافه كي يصل إلى هدفه في الحياة.
كما يدخل معرض "souffles" في إطار الاهتمام الذي يوليه المغرب بالتجارب التشكيلية ، وتوثيق الذاكرة الفنية , من خلال سن سياسة إستراتيجية مرحلية هيكلية تستهدف توسيع المؤسسات الفنية ، باستقبال المنجزات الفنية والثقافية والتعريف بها لدى عامة الجمهور ، وكذا إعادة الاعتبار للفنان المغربي والرفع من شأنه ، ومنحه الفرصة ليساهم بمواهبه في تحسين المسيرة الفنية وتأسيس الهوية الوطنية وتطعيمها بالجديد من التجارب .
الفنانون المشاركون عبروا جميعا عن شعور مشترك ، من خلال تقديم أعمال جذابة للجمهور في مجموعة متنوعة للغاية توضح الثروة والإبداع والموهبة للفنانين المغاربة وأناملهم الذهبية.
أعمال تستكشف مسارات مختلفة : مجردة ، تعبيرية ، انطباعية ، سريالية ، وما إلى ذلك من الأعمال التي لاقت استحسانا من طرف الزوار ، من خلال أساليب ومواضيع تجسد الواقع ، كما تعتبر جزءا من مجال واسع من الفنون التشكيلية .
وقالت الفنانة التشكيلية مريمة بلحاج ، أن المعرض خلق أجواء فنية جذبت الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالفن التشكيلي ، وسط حضور لافت للجمهور ، وأبرزت بلحاج قوة كل فنان بأسلوبه الذي يمتاز به ، ما يعد سر لنجاح المعرض ، كما أعربت عن سعادتها لمشاركتها في معرض "souffles" الرائع ،
حيث أضافت : أتاح لنا المعرض فرصة للقاء نخبة من رواد ومتذوقي الفن التشكيلي ، وتبادل الآراء والأفكار ، مما ساهم في إغناء الذوق الفني ، مع وجود أعمال تمثل مختلف المدارس والأساليب الفنية ، تعامل فيها الفنانون المشاركون مع مختلف الخامات الفنية التي امتازت بتفاوتها ، بين ما هو جديد في الموضوع والمحتوى ، وبين ما هو مكرر بأسلوب جميل يسر الناظرين ، ما أثرى المعرض كثيرا.
يعد معرض "souffles" فرصة لاكتشاف مختلف المدارس ، والأساليب العملية المختلفة ، وتقديمها لعشاق الفن ، كذلك هي فرصة للزوار لإدراك وفهم الرؤى الإبداعية المختلفة التي تشكل الإنتاج الفني واستكشاف وفرة وثراء الإبداع المغربي المعاصر.
يبقى معرض"souffles" بالدارالبيضاء رائع بابتكاراته ولوحاته المختلفة ألوانها والمعبرة ، كما يعد رحلة جميلة في عالم الفن المغربي الأصيل .