يرجع تاريخ هذه الأمة اللقيطة، لسنوات ليست بعيدة.. فلو بحثنا لوجدنا أن سكان أمريكا الأصليين هم الهنود الحمر.. لكن اليوم ليس كالأمس .
يبدأ تاريخ الولايات المتحدة عام 1783 بعد حرب الإستقلال، وقد خرجت من هذه الثورة برقعة تضم ( 13 ) ولاية، وقوة بشرية لا تزيد على الأربعة ملايين، وهي النواة التي نمت بسرعة هائلة لتصبح أعظم قوة في العالم وأغناها في خلال 150 عاما، وما زالت تحتفظ بتفوقها منذ أكثر من خمسين عاماً.
إنطلقت الولايات المتحدة من نواتها بإتجاه المحيط الهادئ، على حساب السكان الأصليين من الهنود الحمر، وأشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 وإستولت على فلوريدا من إسبانيا عام 1819 وضمت تكساس من المكسيك عام 1848 وإستطاعت خلال فترة زمنية قصيرة أن تتحول من دولة صغيرة متشرنقة، على سواحل المحيط الأطلسي إلى دولة تشبه قارة.. وتسيطر على المحيطين الأطلسي والهادئ!
بدأت إتحاداً كونفيدرالياً قبل أن تتحول إلى فيدرالي، وربما يكون القطار إضافة إلى بساطة التركيب الجغرافي، قد ساعد على قيام ونجاح هذه الدولة المتسعة، وهكذا فإن حدودها الحالية قد تشكلت وإستقرت قبل أقل من 150 سنة.
لو إستغل الإسبان المستعمرين حالهم حال البريطانيين نفوذهم في أيام قوتهم، كما إستغلتها أمريكا لما كان الحال كما نراه اليوم، وبفضل سياستها الماكرة، إستغلت ضعف الشعوب وفرضت هيمنتها، الى أن وصل بها الحال اليوم بالإبتزاز العلني، بعدما كان في الكواليس خشية على سمعتها، لكن ليس على أوربا، بل للدول العربية الغنية التي تحكم بالحديد والنار، حيث تعطي هذه الدول الضعيفة الجزية خشية على كراسيها البائسة .
كل الدول العربية تتعاطى علاقة مع أمريكا وهم جنودها المطيعين، حتى الطاغية صدام أيام قوّتِهِ كان جندياً سرياً، يشتمها بالعلن ويزحف لهم بالطاعة سراً.. وبعد أن إحترقت ورقته تمت إزالته بالقوة بعد تمرده عليها.
سوى إيران وسوريا واليمن وقسم من لبنان وإرادة الشعب العراقي، التي بقيت عصية منذ نشأتها وليومنا هذا، وبالطبع أن السلوك المتبع في هذه الدول لا يرضي السادة الأمريكان .
سباق التسلح لا ينتهي بغرض عرض عضلاتها على الدول المستضعفة، سوى روسيا والصين، وكوريا التي الغت كل الإتفاقيات معها، بعد تنصل الجانب الأمريكي من الإتفاقية، التي تم عقد المباحثات حولها في الشهور المنصرمة، وعادت كوريا الى برنامجها النووي المخيف لأمريكا، التي لا تريد قوة سادسة سيما أيران، التي إستغلت وضع إنهيار الإتحاد السوفياتي، وعززت ترسانتها النووية وبرامجها وقدراتها، كذلك طورت قوتها الصاروخية، وتوصلت لصناعة الطائرات الحربية!
أمريكا وحسب منهاج هنري كسينجر منظر السياسة الأمريكية، والتي لا يمكن لأي رئيس الحياد عنها، تلك السياسة القذرة، اليوم رفع غطائها وعراها المنفلت ترامب، وتكلم على الملأ بتصريحات فضح كل الأنظمة التي تتعامل معها، وطالبها من جديد بالدفع لقاء حمايتها، وهي رسالة لدول الممانعة.. ترافقها تصريحات النتن ياهو بأن علاقات إسرائيل مع العرب جيدة، وقد صرّح بالأسماء سوى الدول الممانعة التي تصطف مع المقاومة، والتي تقف اليوم شوكة في حلقها.
مختصر الكلام كل الذي حدث في المنطقة العربية، هو من تصميم السياسة الأمريكية وقد وصلت المرحلة لتركيع العرب كلهم، وليس دول الخليج الغنية بالنفط، والظاهر أن ترامب وحسب تصريحاته التي سبقت الإنتخابات، بدأ بتطبيقها فعلا وليس شعارات، فاتحا الطريق للذي يخلفه أن الدول العربية ليست كما كانت سابقاً .
رحيم الخالدي