ما يحصل في مضيق هرمز بين إيران وأمريكا في هذه الفترة من حيث السيطرة على هذا المضيق لتوريد النفط، أمريكا حاولت الضغط على إيران لإخضاعها لشروطها، لتبقى هي المسيطر في العالم ولتمرير صفقة القرن دون أي اعتراض من دول محور المقاومة، لكن فرض القوة والعضلات من قبل إيران في هذه المنطقة كان هو الفيصل في مثل هكذا موقف.
كما قالت إيران بأن هذا المضيق للجميع أو ليس لأحد، وهذا نابع من قوة إيران المصدرة للنفط عبر هذا المضيق الحيوي، ولكي تُثبت إيران بأنها المسيطرة في هذه المنطقة قامت بتصوير البوارج الأمريكية من الجو بصور عالية الوضوح والدقة، وهذا الأمر يعني أن هذه البوارج في مرمى صواريخ إيران.
هذه القوة التي اعتمدتها إيران في هذا الموقف جعلت أمريكا تعيد حساباتها من جديد، نظراً لما هو معلوم للجميع أن أمريكا لها قواعد في جميع دول العالم، وخصوصاً الخليج العربي الذي هو قريب من إيران، ويعتبر في مرمى صواريخها في حال تم الضغط على إيران وحصارها من خلال هذا المضيق، سيكون لها تصرف قوي بنفس القوة التي يمكن أن تستعملها أمريكا مع أي دولة كانت -التهديد بالقوة-، لكن مع إيران التهديد بالقوة واجهته بتهديد قوي إن لم يكن موازياً بل يُكافئ هذه القوة الأمريكية التي هي المهيمنة على العالم.
إيران مصممة على تصدير النفط عبر هذا المضيق ولا يمكن إيقافها، وكما جاء على لسان المسئولين الإيرانيين إن التفاوض مع أمريكا على تصدير النفط يعني الإذلال وهذا ما ترفضه إيران، والتهديد يمكن أن يُصبح تصعيداً في هذه المرحلة إذا استمرت أمريكا في تعنتها أو الضغط على إيران.
ما تملكه أمريكا من قوة سواء كانت صاروخية أو غيره، إيران أعلنت أنها تملك قوة موازية ومؤثرة وعالية الدقة في حال تم الاعتداء عليها من قبل أي طرف كان.
هذه اللغة (لغة القوة) تفهمتها أمريكا بعد هذه التصريحات الإيرانية، وبدأت تطرق باب التفاوض مع إيران من اجل الوصول إلى حل وسط، برغم أن ترامب والمستلمين للملف الإيراني في حال قيامهم بأي تصرف خاطئ سيكون له أضراراً على القوات الأمريكية المنتشرة في العالم وخصوصاً التي تعتبر في مرمى صواريخ إيران سواء كانت القريبة أو المتوسطة أو البعيدة.
هكذا تهديد اتبعته أمريكا ضد فنزويلا بدعم من المعارضة المدعومة أمريكياً، وكانت كراكاس قد تلقت دعماً عسكرياً من روسيا، وتمثل هذا الدعم بصواريخ إس 30 التي أعلنت عنها روسيا أنها سلمتها لكراكاس للدفاع عن نفسها في حال تم استهدافها من قبل أي دولة معادية وخصوصاً أمريكا.
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
المملكة الأردنية الهاشمية