أكثر ما يميز علم الإجتماع، عن باقي علوم المعرفة الحياتية، هو إتصاله المباشر مع الانسان.. ورغم صعوبة التنظير فيه إلا أنه حقق نجاحاً باهراً في التطبيق، وخاصة في بلدان العالم الثالث، أو مناطق الحرب بالوكالة.
الحربان العالميتان الأولى والثانية، أنهيتا مفهوم التدخل العسكري المباشر، وما يتبعها من التدمير الإقتصادي للبلدان المتنازع عليها، لأن علم السياسة قد سبب الخراب للبلدان المحتلة، وكان لابد من إيجاد طريقة، للسيطرة على الشعوب النامية بأقل تكلفة بشرية..
علم الإجتماع هو الباب الذي نشأت منه الحروب بالوكالة، ولكنها تعتمد على زعزعة المجتمع المراد السيطرة عليه..
لخلق الفوضى وتفكيك مجتمع، عليك أن تعرف نقاط قوته قبل ضعفه، لأنك لو دمرت قوة الشعوب، تستطيع حينها تسيرها بسهولة عن طريق العقل الجمعي، ومثال ذلك ما يحدث في العراق اليوم.. بشكل ما.
قوة العراق تتركز على مباني مهمة..
أولها المرجعية الدينية بقيادة السيد السيستاني، صمام الأمان الذي وقف بوجه كل مخططات النيل من العراق، وفند كل مشاريع أمريكا المحتلة.. ففي 2005 بكلمة واحدة أنقذ العراق من حرب كادت أن تفتك بأبناء الوطن..وفي 2007 قال "السنة أنفسنا" كلمتان أوقف بها الأقتتال الطائفي، وأوقف به مخطط بريمر لتقسيم العراق..
عاد في العام 2014 أطلق فتوى الجهاد الكفائي، وأسس الحشد الشعبي، الذي أخرج به العراق من فكي داعش الإرهابي "المدعوم بالأموال والأنتحاريين الخليجين، والقيادة الموسادية"..
الثاني الحشد الشعبي، وذلك لأن بلدنا يعج بالتدخلات الخارجية، التي حاولت إضعاف جيشنا، إستطاعت المرجعية أن تخلق قوة عسكرية بطابع عقائدي ووطني، لصد كافة فلول الإرهاب، وبفضل شهداء الحشد، إستطعنا المحافظة على أرضنا، التي حاولت القوى الخارجية أن تجعلها ساحة صراع طائفي.
الثالث العادات المجتمعية الرصينة الراسخة، حيث أن أهم ما يميز أبناء الوسط والجنوب، هو وجود الحكمة العشائرية، التي تتدخل دائماً لحل النزاعات المجتمعية، وتعتبر من أهم قوى مجتمعنا العراقي، لما لها من مواقف سامية في حفظ السلام المجتمعي.
إذا أتضح للعالم أجمع أن قوة العراق تتمثل بالمرجعية، حشدها، وكذلك شيوخ العشائر، لذلك أستغلوا تظاهرات العراق المطالبة بالإصلاحات، ليمرروا أفعالهم الدنيئة من أسفل طاولة المظاهرات..
القنوات التابعة لسفارة العم سام، وكذلك "الممول" على مواقع التواصل الإجتماعي، بدأ يشوه صورت السيستاني، وكذلك يتهم الحشد المقدس بالقتل "علماً أن العنف الحاصل، هو نتيجة مجموعات مندسة، تابعة للسفارات التي دعمت داعش" وكذلك يبين أن شيوخ العشائر هم سبب الخراب!
كل هذا يتم تسييره بالعقل الجمعي للمتظاهرين، وهدفه الوحيد ضرب نقاط قوة المجتمع العراقي.
المعطيات أعلاه أوضحت الهدف الفاسد للموساد والمال الخليجي في محاولة تدمير العراق، عن طريق كسر عصى المرجعية، ومايحدث اليوم من حرق وتخريب، مدسوس داخل التظاهرات.. ما هو إلا بداية تحويل العراق إلى ليبيا ثانية.. هل سيتحقق ما تطمح إليه دولة العم سام أم سيكون لإرادة أبناء المرجعية رأي آخر؟
محمد جواد الميالي